الصلاة «وتعالى جدك»3 ومثل المروي فى الدعوات، «ولا ينفع ذا الجد منك الجد». فإذا فسرنا [هه] هذه الأسامى لكم استحسنتم منا ما استقبحتموه.
اعلموا إنا نقول: إن حال الأشخاص التركيبية وسعادتها وشقوتها موضوع على الجد، وهو البخت. فربما ساعد بعض الأشخاص عند ميلاده الجد، فلا يزال يرفع به الدرجة بعد الدرجة حتى يبلغ به إلى مرتبة الملوك العظام . فيصير ملكا متملكا متسلمطا، قد دانت6 له العباد وخضعت له الرقاب. وبلغ من الهيبة والجلال المبلغ الذي يرعبه الخلائق، ويهابونه على بعد ديارهم منه. فإذا كانت حال الأشخاص التركيبية هذه الحال من الشقوة والسعادة والرفعة والضعة بمساعدة الجد السماوئى1 إياها، كانت حال الأنفس الروحانية مثلها سواء[ا] . ويكون اتصال الجد بها من الاثنينية9 اللتين هما الأصلان اللذان انشعبت [56] هذه الأسامى منهما واتجهت نحوهما.
Page 117