فإذا وجود الأمر لا يتقدم العالم ولا يتأحر، بل جر وجود العالم وجود لأمر الذي لو لا وجود العالم ما كان للأمر تهيو للوجوب في الوجود. والأمر عند العبارة عنه ثلاث جهات: جهة 55 عند المبدع ، وجهة عند المبدع، وجهة 7ء لا عند المبدع ولا عند المبدع. وبهذا المعنى صرح الله تعالى ذكره عنه، فقال: إنما أمره إذا أراد شييا أن يقول له كن فيكون. 58 فقوله «أراد» سابق على الأمر، والأمر سابق على قوله «كن»، والللكن»5 أقصى جهات الأمر. فالإرادة من أمر الله هو ما عند المبدع [،] سبحانه مما لا بصير علة البتة. والأمر ما به ظهرت المبدعات، وخاصة60 المعلول الأول.6 وقوله «كن» صورة المبدع الأول مقرونة بتاليه، وقوله «فيكون كناية عما ظهر من الأصلين من الكليات، وهي التراكيب الأول6 التى هى الأفلاك والنجوم، والتراكيب الثانية التي هى الأمهات والمواليد التي هي الغرض، والأساسان اللذان هما القصد.
Page 106