مثل قوله: إنما أمره إذا أراد شيما أن يقول له، كن فيكون.14 والشيء المطلق الحقيقى هو السابق المزدوج بتاليه لظهور المقاصد المبزورة1 فيهما ومنهما. والسماوات والأرض فإنهما16 على الطبائع والجسمانيات التى لا غنى لها عن الأربعيات،17 فعبر عن أمره بأربعة أحرف موازيا لعللها، كما عبر عن الخلق الأول بحرفين موازيا لازدواجه بتاليه. ومن الدليل على أنه18 ليس عند المبدع سبحانه صوت حروف ولا تأليفها، أن الله، تعالى ذكره، ذكر عند قبول الشيء19 أمره الحروف، وهو قوله: فيكون. 20 وليس [40] عند القبول حرف من حروف. فيكون كذلك عند أمر الله تعالى ذكره خلقه، لا بكون حرف ولا صوت بوجه من الوجوه. فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على الطرائق?
فإن قال قائل: هل يجوز أن يسبق فى الوهم، أو يخطر بالبال،21 أن يسبق أمر
Page 102