173

Iftikhar

الإفتخار

Genres

نور ظهر من كلمته تعالى ذكره ووجب على الخلق ولايته واتباعه، أقيم على البدن [223] ما يقابله من الصلاة. فإذا قلنا إن صلاة الفجر تصلى عند انفجار النور وطلوع الفجر لكون النهار، وجعلناها مثل العقل25 وشكرنا الله تعالى ذكره عليه إذ وهبه لنا سراجا منيرا به عرفنا الحق من الباطل، والخير من الشر، والصواب من الخطأ، وبه ننجو من ظلمات الطبيعة ونصل إلى ثواب الأبد، فأي ملامة تلحقنا إذا قضينا صلاتنا26 الفجر مضمرين على إنا نؤدي شكر الله تعالى ذكره على هبة27 العقل لنا? فيكون من ذلك قضاءها بعمل الجوارح وقضاء شكر الله عز وجل بمعرفة القلب. ومن قضاها ولم يعلم معناها فقد قضى الفريضة الصغرى وضيع الفريضة الكبرى.

ولما كان العقل الموهوب لنا من خالقنا، لا تظهر آثاره إلا بما يستقر فى النفس ويتمكن فيها من أنواره، والنفس فإن [224] اتحادها بالعقل من أجل اعتدال المزاج في هيكل الإنسانية، واعتدال المزاج في هيكل الإنسانية من جهة تساوي الطبائع فيه بالقسط، والطبائع كثيرة القشور، قليلة النور والضياء، فإن لم تتحد النفس بها كانت حالتها مثل حالة الحيوان، [أ] و أسوأ حالة منها. ولما يسر الله تعالى ذكره بفضله للنفس اتحادا بأشخاصنا قدرنا بذلك الاتحاد على المنطق ووضع الأشياء مواضعها من أسمائها وصفاتها وكيفياتها التى لولاها لم تظهر فضائل العقل التى أدناها الإحاطة بالمعلومات ودرك حقائقها، وأقصاها معرفة التوحيد التي من [أا شرف معارفها ما تضمنت الشهادة الخالصة

Page 243