والسموت مطويت م بيمينه،4 يعني الشرائع مطويات ببيانها.
ومن أعظم ما يحقق هذا المعنى قول الله تعالى ذكره : ثم آستوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض آنسيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طآئعين. فقضمن سبع سموات في يومين وأوحى فى كل سمآء أمرها وزينا السمآء آلدنيا بمصبيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم. ولا يخلو هذا الخطاب من الخالق جل ثناؤه مع هذا الجسم الميت الذي لا يعقل ولا يفهم من أن يكون ذلك على سبيل وخي، أو على طريق تخليق. فإن كان ذلك على سبيل [194] وحي، فكيف يكون الوحي إلى من لا يعقل وكيف السبيل إلى در كه? وإن كان ذلك على سبيل تخليق كان وجه الخطاب معه محالا سمجا.
ولما فسد الوجهان لزم طلب ما يحققه من التأويل الشافى. فمعنى استواء، الله تعالى ذكره إلى السماء وهي دخان، نظر التالى إلى سياسة دور الستر وكيفية أوضاع الرؤساء فيه. فرآها في أول الأمر كالدخان، لم يشتعل بها شىء من التأييد الذي يصلحها ويقومها. وعلم أن قوامها، أعنى سياسة الشرائع، لا تقوم إلا بالعلم المضمن تحتها. فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها، يعني أوجب على الناطق وعلى الأساس إقامة الدعوتين : إحداهما8، بالطوع، وهي الدعوة إلى الحقيقة، والأخرى بالكره، وهى الدعوة إلى الظاهر المحض. 4 قالتا أتينا
Page 222