فوجب علينا أن ننظر فيما يفسر 7 هذا القول المجمل لتكون معرفتنا بالثواب كما مو.
فنقول: إن وضعنا الأمر فيه على أن كل نفس مستحقة للثواب إذا أعطيت مشتهاها، أو1 يكون ذلك على حسب ما تشتهيه النفس9 وقت اتحادها بالبدن، ثم كانت الشهوات كثيرة مختلفة باختلاف10 المزاجات، وجب أن تختلف المزاجات فى العالم الروحانى لتكون الشهوات بأسرها موفرة 1 على الأنفس. وإذا اختلفت المزاجات لتكون12 الأنفس تابعة المزاجات لتختلف13 الشهوات. كان هذا صورة العالم الجسمانى الموسوم بالفناء والانقراض. فلما قيل إن العالم الروحانى عالم الديمومة والبقاء، [172] وجب أن تكون جواهره خارجة المزاجات ليكون للأنفس نظر إلى جوهرها وغريزتها، فيكون من نظرها إلى جوهرها الإمداد والاستمداد ، الإمداد لمن في التراكيب والاستمداد من بسائط العقل. ولما لزم الأنفس ما ذكرناه من الإمداد والاستمداد، كان توفر ما تشتهيه وما تدعيه عليها من فص،ا جوهرها، لا من15 مقارنة مزاج .
Page 207