ما من ابتناء دار، أو إيجاد باب، أو صياغة15 منطقة، أو كتابة كتاب، وظهرت16 صعا صناعاتهم وتمكنت177 صورها فى أنفس الصناع، متى18 دخل الفساد عليها من هد19 الدار، وخرق الباب، وإذابة المنطقة، ودرس الكتاب، وأراد الصناع أن يحدثوها من الرأس بقوة علمهم ومهارتهم بالصناعة، فإنهم لا يكترثون بالمواد التى منها صنعوا صناعاتهم:ا أولا، ولا يبالون اتخذوها من تلك المواد بعينها، أو من مواد أخر، بعد أن قدروا على إظهار صناعاتهم موافقة للصناعات 2 الأول. فإذا أحدث البناء الدار المنهدمة [16 بعينها وصورتها، وإن بناها من طين آخر وآلات أخر، ورآها من رآها في الحالة الأولى لم يشك فيها أنها تلك الدار بعينها، وليست المادة الأخرى بمانعة للناظرين عن توهمها كما كانت. وهكذا الباب والمنطقة والكتاب. فلما لم يمتنع توهم الصناعات2 المحدثة بأنها هى الصناعات، المتقدمة مع نقصان قدرة الصناع، فكيف يتوهم على القادر الحكيم التام القدرة إذا أراد إحياء الأشخاص المتبددة الأجزاء
Page 199