وشرع المريخييون يصدرون القوانين؛ فجعلوا للبشر جميعهم قوانين موحدة للزواج والطلاق، وجعلوا التعلم عاما، ثم طلبوا تأليف اللجان لإصلاح الأرض وإخصاب مياه المحيطات.
وألفت أكثر من ثلاث مئة لجنة تولت إلغاء الجيوش والقوات الحربية جميعها، وتحويل ما كان ينفق عليها من ملايين الجنيهات على استزراع الصحاري وإنشاء المصانع واستخدام الذرة في الإنتاج المدني وبناء المنازل وزيادة المحاصيل الزراعية، وكانت هذه اللجان هي الحكومات الحقيقية في أقطار العالم. •••
ولم يحس الناس باختلاف كبير بين حكوماتهم القديمة وبين الحكومات الجديدة، إلا من حيث تعميم الرفاهية وزيادة مستوى المعايش؛ فإن المريخيين عندما أمروا بإلغاء القوات الحربية أفرجوا عن مقادير عظيمة من الثروة استخدمت في زيادة الرخاء، حتى لقد قدر دخل الفرد؛ أي فرد في أي مكان في هذا العالم، بنحو ألف جنيه في السنة، وأخذت المنفعة في اقتصاديات البشر مكان الأبهة، وأصبحت المرأة تلبس ملابس الرجال وتؤدي أعمال الرجال سواء.
وابتدع المريخيون شيئين لم يكن لنا بهما عهد:
أولا:
تعميم اللغة الإنجليزية لجميع البشر وإهمال سائر اللغات.
وثانيا:
إيجاد نوع من الزواج يقوم على الامتحان والكفاءة الذهنية؛ بحيث لم يكن يجاز للمتزوجين أن يعقبوا إلا إذا كان متوسط ذكائهم يزيد على درجة 100، وهي درجة المتوسطين، أما غيرهم فكان لهم الحق في الزواج ولكن مع حرمانهم حق التناسل.
وأصبحت الدنيا كلها قطرا واحدا وشعبا واحدا، ولم تعد هناك أية أمة تتعصب للونها الأبيض ضد الزنوج، كما لم تعد هناك فواصل بين قطر وقطر، وخضع جميع البشر لأوامر السبعة الكبار، عن خوف منهم في البداية، ولكن عن حب لهم بعد ذلك، حين أيقنوا أن الحروب قد انتهت، وأنه لم يعد هناك استعمار أو استغلال أمة كبيرة لأمة صغيرة.
ولم تلغ الحكومات السابقة إلغاء تاما، ولكنها استحالت إلى مجالس إقليمية أو بلدية مفخمة، تكاد تقتصر مهمتها على بناء المنازل واستزراع الأرض البور وتعميم التعليم وإنشاء المسارح والمتاحف ... إلخ.
Page inconnue