181

L'Éclaircissement

الافصاح

Genres

فصل وقد روت الشيعة سبب نزول هذه الآية من كلام جرى بين بعض المهاجرين والانصار، فتظاهر المهاجرون عليهم وعلوا في الكلام، فغضبت الانصار من ذلك، وآلت بينها أن لا تبر ذوي الحاجة من المهاجرين، وأن تقطع معروفها عنهم، فأنزل الله سبحانه هذه الآية، فاتعظت الانصار بها، وعادت إلى بر القوم وتفقدهم، وذكروا في ذلك حديثا طويلا وشرح جوابه أمرا بينا. فإذا ثبت مذهبهم في ذلك سقط السؤال من أصله، ولم يكن لابي بكر فيه ذكر، واستغني بذلك عن تكلف ما قدمناه، إلا أنا قد تطوعنا على القوم بتسليم ما ادعوه، وأوضحنا لهم عن بطلان ما تعلقوا به فيه، استظهارا للحجة وإصدارا عن البيان، والله الموفق للصواب. فصل آخر ثم يقال لهم: خبرونا عما ادعيتموه لابي بكر من الفضل في الدنيا، لو انضاف إلى التقوى، ونزول القرآن أن تصريح الشهادة له به عودا بعد سدى، هل كان موجبا لعصمته من الضلال في مستقبل الاحوال، ودالا على صوابه في كل فعل وقول، وأنه لا يجوز عليه الخطأ والنسيان، وارتكاب الخلاف لله تعالى والعصيان ؟ فإن ادعوا له بالعصمة من الآثام، وأحالوا من أجله عليه الضلال في الاستقبال ، خرجوا عن الاجماع، وتفردوا بالمقال، بما لم يقبله

--- [ 183 ]

Page 182