وقوله: (ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي) فيه من الفقه:
* أنه قد يكلف الإنسان صديقه وصاحبه أن يحمل رحله ومتاعه.
* وفيه جواز استخدام الأطفال. وقد روي عن عائشة ﵂ أنها كانت تبعث إلى المكاتب، فتؤتى منها بالصبيان فترسلهم في حوائجها.
وقوله: (وخرج أبي معه ينتقد ثمنه) فيه من الفقه:
* أن المؤمن يحمله إيمانه أن لا يأخذ في ثمن مبيع إلا ما يعرفه ويتحققه من النقود، لأنه لو أخذ في النقد ما لا يعرفه أو يتسامح هو بأخذه لكان بالضرورة يحتاج إلى أن يصرفه على مسلم آخر، وإذا لم يأخذ إلا الطيب لم يكن مضطرا أن يصرف على مسلم إلا الطيب.
ويجوز أن يكون معنى ينتقده يتعجله.
وأيضا فقد يخلط الرديء من المال في ماله فربما قال له الشيطان: (إن ذلك من مال أبي بكر فانتقده) ليزيل مثل هذا الشك.
وقوله: (فقال: كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله ﷺ؟ فقال: نعم، أسرينا ليلتنا).
* ففي هذا الكلام من الفائدة: أن سريت وأسريت لغتان، فلما نطق عازب بإحداهما أجابه أبو بكر ﵁ باللغة الأخرى ليكون هذا الحديث مفيدا لتعليم هاتين اللغتين ما بلغ. وفي هذا من التنبيه للعالم من كل نوع من العلم إذا عرض له مثله أن يتوخى ما توخى أبو بكر الصديق ﵁.
* والسرى: هو السير ليلا. وقول الله ﷿: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا﴾ مع أن (٧/ ب) السرى لا يكون إلا بالليل؛ فيه تنبيه على أنه
1 / 57