Ifriqiya : Étude des composants du continent
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Genres
وأدى انضمام إيطاليا إلى دول الغرب عام 1915 ضد ألمانيا وتركيا إلى تحسين أوضاعها الاستعمارية، فوسعت حدودها في ليبيا والصومال، وأخذت إيطاليا تؤكد دورها القيادي في البحر المتوسط، وزادت حدة الأطماع الإيطالية بتولي موسوليني الحكم، وكان يريد إعادة أمجاد روما القديمة في حوض البحر المتوسط. وفي أوائل عام 1935 قامت إيطاليا بعقد معاهدة سرية مع فرنسا حول المستعمرات، وفي أواخر 1935 بدأت إيطاليا تصطنع «حوادث حدود» بين مستعمراتها في القرن الأفريقي وبين الحبشة، وسرعان ما قدمت الحبشة شكوى إلى عصبة الأمم التي قررت بدورها فرض حظر على تصدير الأسلحة والذخيرة إلى إيطاليا، ولكن هذا القرار ظل غير نافذ، واستطاعت إيطاليا أن تنتصر على الحبشة بقوة تسليحها، ورغم المقاومة الحبشية الباسلة سقطت أديس أبابا في منتصف 1936، ونودي على ملك إيطاليا إمبراطورا على الحبشة.
ولكن إمبراطورية إيطاليا في شرق أفريقيا لم يطل بها العمر؛ ففي عام 1940 دخلت إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا، وفي 1941 فقدت كل مستعمراتها في شرق أفريقيا، وفي عام 1942 بعد معركة العلمين، فقدت أيضا آخر مستعمراتها: ليبيا. وبعد الحرب أعيد تنظيم المستعمرات الإيطالية على النحو التالي: (1)
في 1952: دخلت إريتريا اتحادا مع الحبشة بقرار الأمم المتحدة. (2)
في 1950: وضع الصومال الإيطالي تحت الوصاية الدولية لمدة عشر سنوات استقل على إثر انتهائها. (3)
بعد سقوط شمال أفريقيا في أيدي الحلفاء أصبحت بريطانيا وصية على إقليمي برقة وطرابلس، وفرنسا وصية على إقليم فزان. وفي 1952 قررت الأمم المتحدة إعلان استقلال الأقاليم الثلاثة باسم مملكة ليبيا المتحدة.
وعلى هذا النحو كان مصير أفريقيا بين التقسيم والاستقلال تاريخا حافلا لهذه القارة الكبيرة، ولم يعد الحصول على الاستقلال منتهى أمل الأفريقيين، بل هم يطمعون في وحدة أو وحدات سياسية أكبر، ولكن قواعد هذه الوحدة أو الاتحاد ما زالت غامضة غير منظورة، ولا شك أن التجربة والخطأ هو المنهج الوحيد الذي سوف يؤدي بالقارة إلى تلمس قواعد راسخة لشكل من أشكال الائتلاف والتواحد.
إن مجلس وزراء أفريقيا ومنظمة الوحدة الأفريقية وأنواع الاتحادات المختلفة في القارة، لهي خطوات على طول الطريق المؤدي إلى تحقيق آمال القارة في قطع شوط طويل للحاق بركب التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي العالمي. إن بقاء الاستعمار البرتغالي وعنصرية الحكم جنوب الزمبيزي لهي من الحوافز التي تساعد على التضامن الأفريقي المعاصر.
مراجع وكتب لمزيد من الاطلاع
Bovil, E. W., 1958. “The Golden Trade of the Moors”. London.
Fage, J. D., 1958 “An Atlas of African History” London.
Page inconnue