Ifriqiya : Étude des composants du continent
أفريقيا: دراسة لمقومات القارة
Genres
وربما كانت أبرد مناطق أفريقيا قاطبة منطقة «إفران» - جنوب مكناس - التي تقع في أحد الأودية العليا للأطلس الوسطى (درجة العرض 31
33° والطول 7
5°، والارتفاع 1700 متر فوق مستوى البحر)، وتدل أرصاد هذه المحطة على أن أدنى حرارة مطلقة هي 22°م تحت الصفر في يناير، و21°م تحت الصفر في فبراير، و20°م تحت الصفر في ديسمبر. وتدل أرصاد هذه المحطة أيضا على أن متوسط درجة الحرارة الدنيا في النهار هي 5°م تحت الصفر في يناير، كما يتأرجح المدى اليومي لمتوسطات الحرارة في الشهور المختلفة بين 13° و18°م، مما يقرب هذا إلى المدى الحراري اليومي في المناخ الصحراوي، ولا شك أن ارتفاع المدى اليومي في «إفران» راجع إلى وقوعها في منطقة العروض المعتدلة التي تتمتع بقدر كاف من ساعات سطوع الشمس رغم ارتفاعها الكبير فوق سطح البحر.
شكل رقم (16): الأشهر 1-12 = يناير (كانون 2) إلى ديسمبر (كانون 1). (أ) متوسط الحرارة القصوى بالشهر. (ب) متوسط الحرارة الدنيا بالشهر، التظليل يساوي كمية المطر.
وعلى أي الحالات فإن محطة «إفران» لا تمثل بأي حال مناخ البحر المتوسط، إنما هي حالة شاذة نتيجة ارتفاعها وموقعها، أما متوسط حرارة الشتاء في هذا النوع المناخي، فلا تنقص كثيرا عن 10°م في أقاليم الساحل، وعن 5°م في أقاليم الجبال.
وصيف الإقليم حار جاف وسماؤه صافية، ولا تسقط أمطار إلا فيما ندر، ولا ترتفع درجات الحرارة مطلقا إلى 40°م، وإن كانت تحدث أحيانا في قائظ الأيام في الجبال، ومتوسط حرارة الصيف بين 22°م و26°م، وفي مناطق الساحل لا تنخفض درجة حرارة الليل، بينما يحدث ذلك في المناطق الداخلية والجبلية.
وكمية المطر الساقط في الشتاء أكثر من 300مم في كل أرجاء هذا الإقليم، وترتفع إلى 700 -800مم في ساحل الجزائر، وإلى 1000مم في مناطق الجبال المواجهة للرياح الممطرة. وأمطار إقليم البحر المتوسط عامة ترجع إلى الأعاصير التي تنبع من مناطق الضغوط الجوية الدائمة المرتفعة والمنخفضة فوق المحيط الأطلنطي، والتي تجذبها منطقة الضغط المنخفض فوق البحر المتوسط في الشتاء. ومن أبريل إلى سبتمبر لا تسقط أمطار في الإقليم الساحلي، بينما تزيد فترة الجفاف إلى أكتوبر في المناطق الداخلية، ومن مارس إلى أكتوبر في تونس، وتزيد عن ذلك في طرابلس وبرقة والإسكندرية.
وعلى ضوء الكلام السابق ودراسة أرصاد محطات هذا الإقليم، نخرج بنتيجة هامة هي أن هذا الإقليم المطل على البحر المتوسط يتميز بارتفاع درجة الحرارة في الصيف، وباعتدالها في الشتاء، مع حدوث انخفاضات حرارية مفاجئة نتيجة مرور الأعاصير والجبهات الباردة.
إقليم الكاب
بالرغم من أن هذا القسم من أفريقيا يتشابه مع إقليم الأطلس في الشمال من حيث نوع المناخ السائد، إلا أن ظروف هذا الإقليم وموقعه تختلف كثيرا عن الإقليم الشمالي، فهو قسم صغير مطل على مسطحات مائية كبيرة، بالإضافة إلى أن أثر التيار البحري البارد المعروف باسم «تيار بنجويلا» محسوس بدرجة أكبر من تأثير تيار كناريا على إقليم الأطلس؛ ولهذا فإن درجة حرارة الصيف في إقليم الكاب معتدلة، والمدى الحراري الفصلي أقل من مثيله في إقليم الأطلس.
Page inconnue