L'Éclaircissement dans l'Histoire des Imams des Maîtres
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Genres
صفته رضي الله عنه ونبذ من سيرته قبل ظهوره
نشأ رضي الله عنه من حين صباه على الزهد والورع والاشتغال بالعلم والرغبة فيه، ولم يتدنس بشيء من المناكير التي يتسمج بها كثير من الشباب.
وحدثني أبو العباس الحسني رحمه الله أنه رضي الله عنه في أول ما اشتغل بالعلم ابتدأ بالاختلاف إليه رحمه الله وهو إذ ذاك شاب أيضا، فكان يتلقن منه الفرائض والوصايا.
ثم خرج إلى فارس فأكرمه عماد الدولة: علي بن بويه، وعرف له مكانه من الأبوة والفضل في نفسه، فإن عماد الدولة كان أحد قواد الداعي.
ثم انتقل إلى بغداد في أيام معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه، فزاد في إعظامه وإكباره والرفع في محله، وكان هو وأخوه ركن الدولة من خواص الداعي رضي الله عنه، وسوغه الأقطاع الكثير السني، فكان رضي الله عنه إما أن يشتري ما يجعل في إقطاعه من الضياع إن أمكن إبتياعه، أو يستأجره من أربابه.
وكان يختلف إلى أبي الحسن الكرخي في أيامه ويلزم مجلسه ويدرس عليه فقه أبي حنيفة، فبلغ في حفظ مسائل العراقيين المبلغ الذي يضرب المثل به.
سمعت كافي الكفاه نفعه الله بصالح علمه يذكر: أنه لقيه ببغداد، وأنه كان يحضر داره كثيرا وأنه أول ما لقي شيخنا أبا عبد الله البصري لقيه في داره، قال: فكنا نجرب حفظه لفقه أبي حنيفة بأن نكتب له مسائل غامضة ننتجها من الكتب، وكان يقترح علينا أن نفعل ذلك، فكان ينظر فيها ويكتب أجوبتها تحتها فلا يغلط في شيء منها على المذهب.
وحكى القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد الأسدي المعروف بابن الأكفاني، قال: كنا يوما في مجلس أبي الحسن [الكرخي] وأبو عبد الله بن الداعي رضي الله عنه حاضر على عادته، فلما فرغ أبو الحسن من التدريس قام وخرج من المسجد، وتبعه أبو عبد الله بن الداعي، فلما خرج من المسجد التفت فرآه، فقال له: أيها الشريف لولا أن الخروج من المسجد لا فضيلة فيه لكنت لا أتقدم عليك فيه.
Page 133