Éclaircissement des voies de la rectitude dans l'explication des règles de la gouvernance et de l'imamat

Ibn al-Mubarrad d. 909 AH
148

Éclaircissement des voies de la rectitude dans l'explication des règles de la gouvernance et de l'imamat

إيضاح طرق الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

حتى فرَّق بينهم، ثم قال: يا فلان! قال: لبيك، قال: لا لبيك، ألم آمرْكَ أن تتخذ حياضًا للرجال، وحياضًا للنساء؟ قال: ثم اندفع، فلقيَهُ عليٌّ ﵁، فقال: أخاف أن أكون هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: ضربتُ رجالًا ونساء في حرم الله ﷿، قال: يا أمير المؤمنين! أنت راعٍ من الرعاة، فإن كنتَ ضربتَهم علي نُصح وإصلاح، فلن يُعاقبك الله، وإن كنتَ ضربتَهم علي غِشٍّ، فأنت الظالمُ المجرمُ (١). وقال الحسن البصريُّ: بينما عمر يجول في سِكَك المدينة، إذ عرضت له هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا﴾ [الأحزاب: ٥٨]، فحدَّث نفسَه، فقال: لعلّي أُوذي المؤمنين والمؤمنات، فانطلق إلي أُبيِّ بنِ كعبٍ، فدخل عليه بيتَه وهو جالس علي وسادة، فنزعها من تحته، وقال: دونَكَها يا أمير المؤمنين، قال: لا، ونبذَها برِجْله، وجلسَ، فقرأ عليه هذه الآية، وقال: أخشى أن أكونَ صاحبَ هذه الآية أُوذي المؤمنين والمؤمنات، فقال أُبي: لا، إن شاء الله، قال: ولكنك رجلٌ مؤدِّبٌ لا تستطيع إلا أن تعاهد رعيتك، فتأمر وتنهى، فقال عمر: قد قلتُ (٢)، والله أعلم. وبه إلي أبي الجوزي، أنا محمّدُ بنُ أبي منصور، أنا أبو الحسين بنُ عبدِ الجبار، أنا أحمدُ بنُ عبدِ الله الأنماطيُّ، أنا أبو حامدٍ أحمدُ بنُ الحسين المروزيُّ، أنا أحمدُ بنُ الحارثِ، ثنا جَدِّي

(١) "مناقب عمر" لابن الجوزي (ص: ١٦١ - ١٦٢). (٢) رواه عمر بن شبة في "أخبار المدينة" (١/ ٣٦١ - ٣٦٢).

1 / 153