العلة الأولى فوق كل اسم يسمى به. وذلك أنه لا يليق بها النقصان، ولا التمام وحده لأن الناقص غير تام ولا يقدر أن يفعل فعلا تاما إذ كان ناقصا؛ والتام 〈عندنا〉 — وإن كان مكتفيا بنفسه — فإنه لا يقدر على إبداع شىء آخر، ولا أن يفيض عن نفسه شيئا ألبتة. — فإن كان هذا هكذا، عدنا فقلنا إن العلة الأولى ليست بناقصة ولا تامة فقط، بل هى فوق التمام 〈لأنها مبدعة الأشياء ومفيضة الخيرات عليها إفاضة تامة〉 لأنها خير لا نهاية له ولا نفاد.
فالخير الأول إذن يملأ العوالم كلها خيرات، إلا أن تل عالم إنما يقبل من ذلك 〈الخير〉 على نحو قوته.
فقد بان ووضح أن العلة الأولى فوق كل اسم يسمى به وأعلى منه وأرفع.
[chapter 22] ٢٢ — باب آخر
Page 23