121

قلنا: ذلك رد لما علم من الدين ضرورة لدعاء الله الكفار وغيرهم بإرساله إليهم الرسل وإنزاله الكتب وقال تعالى{فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}(فصلت:17) وقال تعالى{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}(فاطر:24) والضلال بمعنى الإغواء عن طريق الحق قال تعالى{وأضلهم السامري}(طه:85) أي أغواهم عن الحق،وبمعنى الهلاك قال تعالى{أئذا ضللنا في الأرض إنا لفي خلق جديد}(السجدة:10) أي هلكنا،وبمعنى العقاب قال تعالى{إن المجرمين في ضلال وسعر}(القمر:24) أي في عقاب والسعر جمع سعير وهو العذاب المستعر أي المشتد،وبمعنى الحكم والتسمية كقول الشاعر:

مازال يهدي قومه ويضلنا جهرا وينسبنا إلى الفجار

أي يحكم على قومه بالهدى ويسميهم مهتدين وعلينا بالضلال ويسمينا ضالين.

وإذا عرفت هذه المعاني فاعلم أنه يجوز أن يقال أن الله يضل الظالمين بمعنىيحكم عليهم بالضلال ويسميهم به لما ضلوا، وبمعنى يهلكهم أو يعذبهم، ولا بد من التقييد بما ذكر لإيهام الإطلاق المعنى الفاسد وهو أن يكون المعنى يغويهم عن طريق الحق، وبفساد هذا المعنى قالت العدلية خلافا للمجبرة.

قلنا: ذلك ذم لله تعالى وتزكية لإبليس وجنوده (لعنهم الله) وذلك كفر.

فائدة:

الطبع على القلب المشار إليه في القرآن بقوله تعالى{كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}(غافر:35) والختم المذكور بقوله تعالى{ختم الله على قلوبهم}(البقرة:07)لا يمنع الكافر من الإيمان عند العدلية.وقالت المجبرة: بل يمنع والأكثر منهم فسروه بخلق الكفر وقيل هو خلق القدرة الموجبة له.

Page 143