Éclaircissement sur les Lectures
الإيضاح في القراءات
Genres
وقال جماعة من الأئمة: إن الواجب على القراء والعلماء والكتاب والادباء أن يعرفوا هذا الرسم في خط المصحف ويتبعوه ولا يجاوزوه، فإنه رسم زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وكان أمين رسول الله صلى الله عليه، وكاتب وحيه/33ظ/ وعلم من هذا العلم بدعوة النبي -عليه السلام- ما لم يعلم غيره، فما كتب شيئا من ذلك إلا لعلة لطيفة، وحكمة بليغة، وإن قصر عنه رأينا.
وقد روي عن الكسائي وغيره أنهم قالوا:في رؤوس الآي عجائب، وفي خط المصحف عجائب وغرائب تحيرت فيها عقول العلماء، وعجزت عنها آراء الرجال البلغاء (¬1) .
وذكر عن أبي وغيره أنهم عللوا منها شيئا يسيرا وأمسكوا عن أكثرها، وعن الفراء أنه علل بعضها، وقال في بعضها : هذا من سوء هجاء الأولين (¬2) ، وأنكر عليه هذا القول جل العلماء , واستضعفوه وعدوه من الخطأ العظيم، والغلط الفاحش القبيح.
وقال قوم منهم الفراء وأبو عبيد وابن الأنباري وغيرهم: أما الحروف التي كتب بعضها موصولا وبعضها مقطوعا، وبعضها بالتاء وبعضا بالهاء فالأمر فيه هين، ووجه المراد منه بين، وهو أن بعضها كتب على الوصل وبعضها على القطع، ومنهم من قال: ما كتب بالتاء بني الخط فيه على الوصل، وماكتب بالهاء بني الخط فيه على الوقف، والمعنى في القولين واحد (¬3) .
Page 156