قال الشيخ عبد القاهر١: قال الصاحب٢. إياك والإضافات المتداخلة، فإنها لا تحسن، وذكر أنها تستعمل في الهجاء، كقول القائل:
يا علي بن حمزة بن عماره ... أنت والله ثلجة في خياره
ثم قال الشيخ٣: ولا شك في ثقل ذلك في الأكثر، لكنه إذا سلم من الاستكراه ملح ولطف. ومما حسن فيه قول ابن المعتز٤ أيضًا:
وظلت تدير الراح أيدي جآذر ... عتاق دنانير الوجوه، ملاح٥
ومما جاء فيه حسنًا جميلًا قول الخالدي٦ يصف غلامًا له:
ويعرف الشعر مثل معرفتي ... وهو على أن يزيد مجتهد
وصيرفي القريض وزان ... دينار المعاني الدقاق، منتقد٧
_________
١ راجع هذا القول في ص٨٢ من دلائل الإعجاز.
٢ هو الصاحب بن عباد الوزير م ٣٨٥هـ، والبيت الآتي يتهكم، فيه بعلي بن حمزة البصري اللغوي المتوفى عام ٣٩٠هـ.
٣ أي عبد القاهر أيضًا.
٤ هو الخليفة العباسي الشاعر الأديب العالم الناقد، توفي عام ٢٩٦هـ.
٥ الراح: الخمر. جآذر: جمع جؤذر وهو ولد البقرة الوحشية.
٦ سعيد بن هشام، من شعراء اليتيمة، رقيق الشعر مطبوع توفي عام ٣٧٠هـ.
٧ الصيرفي: المحتال في الأمور. المنتقد: الخبير بالدراهم الجيدة والزيوف ثم أطلق فصار بمعنى الخبير بالشيء مطلقًا. والمعنى هو مثلي في معرفة الشعر والبصر به ونظمه بل هو لديه القدرة على أن يكون أبرع مما هو فيه، وهو دقيق البصر بالشعر ناقد له يزن المعاني الدقيقة بموازين النقد التي لا تسرف فيه الحكم والتقدير.
1 / 38