L'Explication des Sciences de l'Éloquence - Revivification des Sciences

Jalal Din Qazwini d. 739 AH
140

L'Explication des Sciences de l'Éloquence - Revivification des Sciences

الإيضاح في علوم البلاغة - إحياء العلوم

Chercheur

محمد عبد المنعم خفاجي

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

الثالثة

Lieu d'édition

بيروت

ومهما يكن فالجاحظ فيما ذكره من أصول البلاغة العربية قريب من روح أرسطو، فدعوته إلى ترك الوحشي والسوقي١ له نظير عند أرسطو الذي دعا إلى "هجر الألفاظ الخسيسة التي لا يستعملها إلا العامة٢ وقال "ينبغي ألا تكون الألفاظ سفسافة ولا مجاوزة الحد في المتانة مبلغ الأمر الذي يدل عليه فلا تبلغ درجة العامية ولا تحوج إلى الكلفة المنشوءة"، ودعوة الجاحظ إلى الوضوح٣ لها نظير عند أرسطو حيث يذكر "حسن الدلالة ووضوح العبارة وأن الأغراب مستنكره وأنه يجب ألا تمعن في الإغرابات بل يجب أن تكون العبارة بحيث يفهمها الأماثل دون أسقاط الجمهور"، واللحن وخروجه عن حد البلاغة٤ موجود في خطابة أرسطو حيث يوجب أن "يكون اللفظ فصيحًا لا لحن فيه"، ويذكر الجاحظ استعمال المبسوط في مواضعه والمقصور "المحذوف الموجز" في مواضعه٥، والإيجاز والإطناب يوم الإطناب٦، وأرسطو أول من أشار إلى ذلك كله فذكر الإيجاز والإسهاب وأشار إلى أن لكل منهما مقامًا، وعلى أي حال فمرجع هذا التشابه في الأفكار أرجح إن سببه نقل الجاحظ كثيرًا عن الذين ألموا بثقافة اليونان وكتب أرسطو في النقد وعلى الأخص الخطابة والشعر. ومع ذلك فالجاحظ يجهل كثيرًا من النظريات التي شرحها أرسطو في كتابيه، فأنواع البيان والأساليب البلاغية الأنيقة التي ألم بها.

١ ١٠٥ و١١٠ و١٧٦ جـ١ البيان. ٢ راجع الشفاء لابن سينا وكل المنصوص المنقولة هنا عن أرسطو فهي منقولة من الشفاء. ٣ ٦٨ و١١٠ و١٧٦/ ١ البيان. ٤ ١٢١/ ١ البيان. ٥ ٥١/ ١ البيان، ويشير إلى ذلك في مواضع أخرى في كتابه ١٤١ و١٤٧ و١٦١ و١٨٠/ ١ البيان" ... ٦ ١٢٠ رسائل الجاحظ، وتبعه ابن قتيبة فذكر أن للإيجاز مواضعه وللإطالة مواضعها "مقدمة أدب الكاتب".

1 / 142