Éclaircissement des preuves pour réfuter les arguments des personnes niant les attributs divins

Badr al-Din Ibn Jama'a d. 733 AH
64

Éclaircissement des preuves pour réfuter les arguments des personnes niant les attributs divins

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

Chercheur

وهبي سليمان غاوجي الألباني

Maison d'édition

دار السلام للطباعة والنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Lieu d'édition

مصر

ويتلخص من هَذَا أَن الله تَعَالَى أرشدنا فِي هَذِه الْآيَة إِلَى نوع من التَّأْوِيل وَهُوَ مَا يكون بِهِ رد المتشابهات إِلَى المحكمات ثمَّ نَهَانَا عَن نوع آخر مِنْهُ وَهُوَ مَا كَانَ ناشئا عَن الْهوى والشهوة لَا على الْبُرْهَان وَالْحجّة قصدا إِلَى الضَّلَالَة والفتنة وهما لونان مُخْتَلِفَانِ وضربان بعيدان بَينهمَا برزخ لَا يبغيان وَإِذن فَمن لم يصرف لفظ الْمُتَشَابه عَن ظَاهره الموهم للتشبيه أَو الْمحَال فقد ضل كالظاهرية يُرِيد المجسمة والمشبهة وَمن فسر لفظ الْمُتَشَابه تَفْسِيرا بَعيدا عَن الْحجَّة والبرهان قَائِما على الزيغ والبهتان فقد ضل أَيْضا كالباطنية والإسماعيلية وكل هَؤُلَاءِ يُقَال فيهم إِنَّهُم متبعون للمتشابه ابْتِغَاء الْفِتْنَة أما من يؤول الْمُتَشَابه أَي يصرفهُ عَن ظَاهره بِالْحجَّةِ القاطعة لَا طلبا للفتنة وَلَكِن منعا لَهَا وتثبيتا للنَّاس على الْمَعْرُوف من دينهم وردا لَهُم إِلَى محكمات الْكتاب الْقَائِمَة وأعلامه الْوَاضِحَة فَأُولَئِك هم الهادون المهديون حَقًا وعَلى ذَلِك درج سلف الْأمة وَخَلفهَا وأثمتها وعلماؤها روى البُخَارِيّ عَن سعيد بن جُبَير أَن رجلا قَالَ لِابْنِ عَبَّاس ﵄ إِنِّي أجد فِي الْقُرْآن أَشْيَاء تخْتَلف عَليّ قَالَ مَا هُوَ قَالَ ﴿فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون﴾ وَقَالَ ﴿وَأَقْبل بَعضهم على بعض يتساءلون﴾ وَقَالَ ﴿وَلَا يكتمون الله حَدِيثا﴾ وَقَالَ وَقَالُوا وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين قَالَ ابْن عَبَّاس ﴿فَلَا أَنْسَاب بَينهم﴾ فِي النفخة الأولى وَلَا يتساءلون ثمَّ فِي النفخة الثَّانِيَة ﴿وَأَقْبل بَعضهم على بعض يتساءلون﴾ فَأَما قَوْله تَعَالَى ﴿وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين﴾ فَإِن الله تَعَالَى يغْفر لأهل الْإِخْلَاص ذنوبهم فَيَقُول الْمُشْركُونَ تَعَالَوْا نقُول مَا كُنَّا مُشْرِكين فيختم الله على أفوههم فَتَنْطِق جوارحي بأعمالهم فَعِنْدَ ذَلِك لَا يكتمون الله حَدِيثا الخ الحَدِيث وَإِنِّي أنصح القارىء الْكَرِيم بِهَذِهِ الْمُنَاسبَة بِقِرَاءَة الْفِقْه الْأَكْبَر وَشَرحه لأبي الْمُنْتَهى ولعلي القاريء والأسماء وَالصِّفَات للبيهقي وأصول الَّذين لعبد القاهر الْبَغْدَادِيّ والتبصير فِي الدّين للإسفراييني والعقيدة النظامية لإِمَام الْحَرَمَيْنِ والعواصم من القواصم لأبي بكر بن الْعَرَبِيّ والعقيدة الإسلامية للشَّيْخ عبد الرَّحْمَن حبنكة وكبرى اليقينيات

1 / 70