قَوْله إِن الصَّدَقَة تقع فِي كف الرَّحْمَن عبر بهَا عَن كف الْمِسْكِين تكرمة لَهُ وَمَا يقلب بالأصابع يكون أيسر وأهون وَيكون أسْرع إِلَى آخِره
قِرَاءَة فِي كتاب
قَالَ الشَّيْخ عبد الْعَظِيم الزّرْقَانِيّ أستاذ عُلُوم الْقُرْآن وعلوم الحَدِيث فِي كُلية أصُول الدّين من الْأَزْهَر الشريف رَحمَه الله تَعَالَى
لقد أسرف بعض النَّاس فِي هَذَا الْعَصْر فخاضوا فِي متشابه الصِّفَات بِغَيْر حق وَأتوا فِي حَدِيثهمْ عَنْهَا وتعليقهم عَلَيْهَا بِمَا لم يَأْذَن بِهِ الله وَلَهُم فِيهَا كَلِمَات غامضة تحْتَمل التَّشْبِيه والتنزيه وتحتمل الْكفْر وَالْإِيمَان حَتَّى باتت هَذِه الْكَلِمَات نَفسهَا من المتشابهات
وَمن المؤسف أَنهم يواجهون الْعَامَّة وأشباههم بِهَذَا وَمن المحزن أَنهم ينسبون مَا يَقُولُونَ إِلَى سلفنا الصَّالح ويخيلون للنَّاس أَنهم سلفيون من ذَلِك قَوْلهم إِن الله تَعَالَى يشار إِلَيْهِ بِالْإِشَارَةِ الحسية وَله من الْجِهَات السِّت جِهَة فَوق وَيَقُولُونَ إِنَّه اسْتَوَى على عَرْشه بِذَاتِهِ اسْتِوَاء حَقِيقِيًّا بِمَعْنى أَنه اسْتَقر فَوْقه استقرارا حَقِيقِيًّا غير أَنهم يعودون فَيَقُولُونَ لَيْسَ كاستقرارنا وَلَيْسَ على مَا نَعْرِف وَهَكَذَا يتناولون أَمْثَال هَذِه الْآيَة وَلَيْسَ لَهُم مُسْتَندا فِيمَا نعلم إِلَّا التشبث بالظواهر وَقد تجلى لَك مَذْهَب السّلف وَالْخلف فَلَا نطيل بإعادته
وَقد علمت أَن حمل المتشابهات فِي الصِّفَات على ظواهرها مَعَ القَوْل بِأَنَّهَا بَاقِيَة على جقيقتها لَيْسَ رايا لأحد من الْمُسلمين وَإِنَّمَا هُوَ رَأْي لبَعض أَصْحَاب الْأَدْيَان الْأُخْرَى كاليهود وَالنَّصَارَى يَعْنِي لأَنهم مجسمة وَأهل النَّحْل الضَّالة كالمشبهة والمجسمة أما نَحن معاشر الْمُسلمين فالعمدة عندنَا فِي أُمُور العقائد هِيَ الْأَدِلَّة القطعية الَّتِي توافرت على أَنه تَعَالَى لَيْسَ جسما وَلَا متحيزا وَلَا متجزئا وَلَا متركبا وَلَا يحْتَاج لأحد وَلَا إِلَى مَكَان وَلَا إِلَى زمَان وَلَا نَحْو ذَلِك
1 / 64