وَقَوله تَعَالَى ﴿أَو يَأْتِي رَبك﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿وَجَاء رَبك وَالْملك صفا صفا﴾
اعْلَم أَن الْمَجِيء والذهاب والإتيان بِالذَّاتِ على الله تَعَالَى محَال لِأَنَّهُ من صِفَات الْحَوَادِث المحدودة للإنتقال من حيّز إِلَى حيّز وَلذَلِك اسْتدلَّ الْخَلِيل ﵇ على نفي الإهية الْكَوَاكِب بأفولهن وَصدقه الله تَعَالَى فِي استدلاله وَصَححهُ بقوله ﴿وَتلك حجتنا آتيناها إِبْرَاهِيم على قومه﴾ إِذا ثَبت هَذَا تعين تَأْوِيل ذَلِك وتأويله من وُجُوه
الأول وَهُوَ أظهر أَن فِي الْكَلَام مُضَافا مُقَدرا تَقْدِيره إِلَّا أَن يَأْتِيهم أَمر الله وَهُوَ مجَاز كثير مُسْتَعْمل وَمِنْه ﴿إِن تنصرُوا الله ينصركم﴾ أَي دين الله أَو نَبِي الله