فَصْلٌ
١٣٢ - اذا أحصر المحرم بعدو تحلل (١).
ولو أحصر بمرض لم يتحلل، إلا إذا اشترط في احرامه (٢).
والفرق: قوله تعالى ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ (٣) وحكي عن أبي عبيد (٤) وثعلب (٥) أن الإحصار في العدو، والحصر في المرض (٦)، وروي عن ابن عمر وابن عباس أنهما قالا: (لا إحصار إلا من عدو) رواه الإمام الشافعي (٧)، وعن ابن
(١) انظر: الهداية، ١/ ١٠٧، المقنع، ١/ ٤٦٧، الفروع، ٣/ ٥٣٦، الإقناع، ١/ ٣٩٩.
(٢) انظر: الهداية، ١/ ١٠٧، المقنع، ١/ ٤٦٨، الفروع، ٣/ ٥٣٨، الإقناع، ١/ ٤٠٠.
(٣) سورة البقرة، الآية (١٩٦).
(٤) القاسم بن سلام الهروي، البغدادي، من أعيان العلماء، وأئمة الإسلام، صنف: "غريب القرآن"، و"غريب الحديث"، و"معاني القرآن"، و"فضائل القرآن"، و"الأموال"، و"أدب القاضي"، وغيرها.
ولد بهراة سنة ١٥٧ هـ، وتوفي بمكة سنة ٢٢٤ هـ ﵀.
انظر: طبقات الحنابلة، ١/ ٢٥٩، سير أعلام النبلاء، ١٠/ ٤٩٠، تهذيب التهذيب، ٨/ ٣١٥.
(٥) هو: أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني بالولاء، البغدادي، إمام الكوفيين في اللغة والنحو، صنف: "الفصيح"، و"القراءات"، و"إعراب القرآن"، وغير ذلك.
ولد ببغداد سنة ٢٠٠ هـ، وبها توفي سنة ٢٩١ هـ ﵀.
انظر: طبقات الحنابلة، ١/ ٨٣، سير أعلام النبلاء، ١٤/ ٥، بغية الوعاة، ١/ ٣٩٦.
(٦) وأكثر أهل اللغة على عكس ذلك، حيث يرون: أن الإحصار في المرض والحصر في العدو.
وذهب بعضهم: إلى أنهما لغتان في الجميع، فيستعمل لفظ الإحصار والحصر في العدو، وفي المرض.
انظر: تهذيب اللغة، ٤/ ٢٣٢، لسان العرب، ٤/ ١٩٥، تاج العروس، ٣/ ١٤٣، المطلع، ص، ٢٠٤.
وانظر أيضًا الكلام عن هذا اللفظ من ناحيته اللغوية، وعن المراد به في الآية على وجه الخصوص بالتفصيل في: أضواء البيان، ١/ ١٢٣ وما بعدها.
(٧) انظر: ترتيب مسند الشافعي، ١/ ٣٨١، والبيهقي في السنن الكبرى، ٥/ ٢١٩.
قال ابن حجر في التلخيص الحبير، ٢/ ٢٨٨: رواه الشافعي بإسناد صحيح.