وقد جاءت روايات محكمة عن أهل البيت صلوات الله [عليهم] غير ما ذكرته ؛ ففي كتاب حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام وذكر ابتداء الصلاة وقال : «ثم قم وعليك الخشوع والسكينة والوقار ، فأذن وأقم» وذكر الحديث . [1] وفي جامع الحلبي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (صلع) أنه قال : «فإذا زالت الشمس فأذن وذكر الأذان وصلاة الزوال / 99 / ثم قال : فإذا فرغت من صلاة الزوال فأقم» ، وذكر الإقامة وصلاة الظهر ، ثم ذكر الصلوات الخمس فأمره بالأذان والإقامة لكل صلاة منها . وهذا هو المأمور به ، والذي جاء في الروايات قبل هذا رخصة ، وأرجو أن يجزي من فعله ، ولا أعلم في شيء من الروايات عن أهل البيت صلوات الله عليهم أن من ترك الأذان والإقامة ثم صلى أن صلاته فاسدة ، وسأذكر ما يوافق ذلك عنهم إن شاء الله .
ذكر من نسي الأذان والإقامة
في كتاب المسائل من رواية الحسين بن علي ، عن إبراهيم بن سليمان الهمداني ، عن إسماعيل ، عن علاء [بن رزين ] القلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ، في الرجل ينسى أن يؤذن حتى يقيم؟ قال : «فليؤذن وليقم» [2] وقد اختلفوا فيه إذا لم يذكر ذلك حتى دخل في الصلاة ؛ فروى بعضهم أنه إذا قرأ مضى في صلاته ولا شيء عليه ؛ [3] ففي كتاب المسائل بالإسناد الأول عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عن الرجل ينسى الأذان والإقامة حتى دخل وقت / 100 / الصلاة؟ قال : «إن كان ذكر قبل أن يدخل في الصلاة فليسلم على النبي عليه السلام ، ثم ليقم ، وإن قد قرأ فليتم صلاته ولا يعد» . و. الكافي ، ج3 ، ص305 .
Page 118