• صفاته وأخلاقه:
اكتسب ابن العطار صفات وألقابًا عدة كغيره من العلماء. فقد ترجم له تلميذه الذهبي في تذكرة الحفاظ (١)، وفي المعجم المختص للمحدثين (٢)، ومعنى ذلك أنه في نظر هذا الإِمام الناقد: محدث حافظ، إضافة إلى فنه الذي برع فيه وهو الفقه؛ ولهذا وصفه الذهبي وغيره بالإمام الفقيه المفتي، وهذه الأوصاف لا تطلق إلا على من له معرفة تامة بالفقه وأصوله.
وكذلك وصفه الذهبي وغير واحد بأنه بقية السلف (٣)، وهذا الوصف يطلق عادة على من كان على مذهب السلف الصالح عقيدة وعلمًا وعملًا، وصاحب الترجمة كذلك، فها هو قد ألف هذا الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه في بيان عقيدة السلف الصالح، في وقت انتشرت فيه المذاهب الكلامية، وقلَّ من كان على مذهب أهل السنة، وكان ﵀ معروفًا بالعبادة والزهد، قال الذهبي: له فضائل وتألُّه (٤)، ولا غرابةَ في ذلك، فهو تلميذُ إمام الزهد في عصره - النَّووي - كما سبق أن أشرنا إليه.