(وكلُّ ما جاء من (١) الحديث الصّحيح عن رسول الله ﷺ[فهو] (٢) كما قال، ومعناه [على ما] (٣) أراد، لا ندخل في ذلك متأوِّلين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنَّه ما سلم في دينه إلا من سلَّم لله تعالى ولرسوله ﷺ، وردَّ (٤) ما اشتبه إلى عالمه، ولا يثبت (٥) قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام (٦)، (٧) ما حُظر عن علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان، فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار، موسوسًا تائهًا شاكًّا زائغًا، لا مؤمنًا مصدِّقًا، ولا جاحدًا مكذَّبًا) (٨). وهذا كلامٌ نفيسٌ يجب التمسكُّ به لوضوحه، وما فيه من النور المبين، والرجوع من الشك إلى اليقين، والله أعلم.
قال الإمام أبو بكر ابن العربيَّ (٩) ﵀: ................