46

Ictilal des coeurs

اعتلال القلوب

Enquêteur

حمدي الدمرداش

Maison d'édition

مكتبة نزار مصطفى الباز

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

مكة المكرمة

، فَنَزَلْتُ بِخَيْمَةٍ بِالْأَبْوَاءِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ عَلَى بَابِ خَيْمَةٍ فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهَا، فَتَمَثَّلْتُ قَوْلَ نَصِيبٍ:
[البحر الطويل]
بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ ... وَقَبْلَ أَنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكِ الْقَلْبُ
قَالَتْ: يَا هَذَا، أَتَعْرِفُ قَائِلَ هَذَا الشَّعْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، ذَلِكَ نَصِيبٌ قَالَتْ: فَتَعْرِفُ زَيْنَبَهُ؟ قُلْتُ: لَا قَالَتْ: فَأَنَا زَيْنَبُهُ، قُلْتُ: حَيَّاكِ اللَّهُ قَالَتْ: أَمَا إِنَّ الْيَوْمَ مَوْعِدَهُ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، خَرَجَ إِلَيْهِ عَامَ أَوَّلَ، فَوَعَدَنِي هَذَا الْيَوْمَ، لَعَلَّكَ لَا تَبْرَحُ حَتَّى تَرَاهُ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَنَا بِرَاكِبٍ قَالَتْ: تَرَى ذَلِكَ الرَّاكِبَ؟ إِنِّي لَأَحْسَبُهُ إِيَّاهُ، وَأَقْبَلَ فَإِذَا هُوَ نَصِيبٌ، فَنَزَلَ قَرِيبًا مِنَ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنْهَا يُسَائِلُهَا أَنْ يُنْشِدَهَا مَا أَحْدَثَ، فَأَنْشَدَهَا، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مُحِبَّانِ طَالَ التَّنَائِي بَيْنَهُمَا، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِهِمَا إِلَى صَاحِبِهِ حَاجَةٌ، فَقُمْتُ إِلَى بَعِيرِي لِأَشُدَّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكَ، إِنِّي مَعَكَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى نَهَضَ مَعِي، فَتَسَايَرْنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: أَقُلْتَ فِي نَفْسِكَ: مُحِبَّانِ الْتَقَيَا بَعْدَ طُولِ تَنَاءٍ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِهِمَا إِلَى صَاحِبِهِ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ: وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ، مَا جَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسًا أَقْرَبَ مِنْ هَذَا "
١١٥ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ⦗٦٤⦘ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمَدَنِيِّينِ يَقُولُ: «كَانَ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْفَتَاةَ فَيَطُوفُ بِدَارِهَا حَوْلًا يَفْرَحُ أَنْ يَرَى مَنْ رَآهَا، فَإِنْ ظَفَرَ مِنْهَا بِمَجْلِسٍ تَشَاكَيَا وَتَنَاشَدَا الْأَشْعَارَ، وَالْيَوْمَ يُشِيرُ إِلَيْهَا وَتُشِيرُ إِلَيْهِ، فَيَعِدُهَا وَتَعِدُهُ، فَإِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَشْكِ حُبًّا، وَلَمْ يُنْشِدْ شِعْرًا، وَقَامَ إِلَيْهَا كَأَنَّهُ قَدْ أَشْهَدَ عَلَى نِكَاحِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ»

1 / 63