221

(263)وأخبرني عبد الرحمن بن فضالة، عن مكحول، أخبرنا عمران الفاراماني، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بجير، أنه سمع هانئ مولى عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته. فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي؛ وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إن القبور أول منازل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر، وإن لم ينج فما بعده أشد منه )).

(264) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه )).

(265) عن أبي الحجاج الثمالي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن القبر ليقول للميت إذا وضع فيه: ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الوحدة، وبيت الدود، وبيت الآكلة؟ ما كان غرك بي إذا كنت تمشي فدادا - أو قال: تجوزني فدادا - )) .

وقيل في الفداد: الذي يقدم رجلا، ويؤخر أخرى. والفديد: صوت الرجل على الأرض. والفداد: الذي يسمع صوت رجله لإخفافها.

* لبعضهم:

لاخفافها فوق الفلاة فديد.

* وفي حديث: الفدادون أهل الوبر، يعني : أصحاب الجمل.

(266) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا علي بن إسحاق المادراني، حدثنا علي بن حرب، حدثنا خالد بن يزيد العدوي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة الأشهلي، عن مسلم، عن أبي مريم، عن عروة، عن عائشة، قالت: بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر وأنا في حجرتي، يقول: (( أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء )). حتى ردد ذلك مرارا. فقال رجل: أنا أستحي من الله يا رسول الله، قال: (( فإن كنتم تستحيون من الله حق الحياء فليثبت أحدكم أجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى )). فما زال يردد ذلك حتى سمعتهم يبكون حول المنبر.

Page 253