Icrab Quran
إعراب القرآن لابن سيده
Genres
إذ لو كان تفسير إعراب لم تكن: على، متعلقا، بتكبروا المضمنة معنى الحمد، إنما كانت تكون متعلقة بحامدين التي قدرها، والتقدير الإعرابي هو، أن تقول: كأنه قيل: ولتحمدوا الله بالتكبير على ما هداكم، كما قدر الناس في قولهم: قتل الله زيادا عني أي: صرف الله زيادا عني بالقتل، وفي قول الشاعر:
ويركب يوم الروع فينا فوارس
بصيرون في طعن الأباهر والكلى أي: تحكمون بالبصيرة في طعن الأباهر، والظاهر في: ما، أنها مصدرية أي: على هدايتكم، وجوزوا أن تكون: ما، بمعنى الذي، وفيه بعد، لأنه يحتاج إلى حذفين أحدهما: حذف العائد على: ما، أي: على الذي هداكموه وقدرناه منصوبا لا مجرورا بإلى، ولا باللام ليكون حذفه أسهل من حذفه مجرورا. والثاني: حذف مضاف به يصح الكلام، التقدير: على اتباع الذي هداكموه، وما أشبه هذا التقدير مما يصح به معنى الكلام.
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} والكاف في: سألك، خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يجر له ذكر في اللفظ لكن في قوله {الذي أنزل فيه القرآن} أي على رسول الله صلى الله عليه وسلمفكأنه قيل: أنزل عليك فيه القرآن، فجاء هذا الخطاب مناسبا لهذا المحذوف.
والفاء في قوله: فإني قريب، جواب إذا، وثم قول محذوف تقديره: فقل لهم إني قريب لأنه لا يترتب على الشرط القرب، إنما يترتب الإخبار عن القرب.
{أجيب دعوة الداع إذا دعان} أجيب: إما صفة لقريب، أو خبر بعد خبر، وروعي الضمير في: فإني، فلذلك جاء أجيب، ولم يراع الخبر فيجيء: يجيب، على طريقة الإسناد للغائب طريقان للعرب: أشهرهما: مراعاة السابق من تكلم أو خطاب كهذا، وكقولهم: {بل أنتم قوم تفتنون}(النمل: 47)} {بل أنتم قوم تجهلون}(النمل: 55)}. وكقول الشاعر:
Page 396