فكأنما النقاش قطع لى به ... من أزرق لديباج صورة طائر إلى غير ذلك مما لم تستحضره الذاكرة.
وذكر الخطيب فى مقدمة تاريخ مدينة السلام شارعا ببغداد كان يسمى بشارع المصور، غيو أنه لم يفصح عن اسمه، ولا ريب فى أن كان مشهورا بالبراعة فى فنه حتى نسب إليه هذا الشارع. ويشبه قصة الجاحظ مع المرأة والصائغ ما رواه الداغستانى فى. «تحفة الدهر ونفحة الزهر من أهل العصر»، وقد ذكر القصة استطرادا فى ترجمة السيد يحيى بن حسين هاشم فقال: يحكى عن ابن قزمان: أنه تبع إحدى الماجنات، وكان أحول فأشارات إليه أن يتبعها فتنبعها حتى أتت به سوق الصاغة بإشبيلية، فوقفت على صائغ وقالت له: يا معلم مثل هذا يكون فص الخاتم الذى قلت لك عنه، تشير إلى عين ذلك الأحوال الذى تبعها، وكانت كلفت ذلك الصائغ أن يعمل لها خاتما يكون فصه عين إبليس، فقال لها الصائغ: جيئينى بالمثال فإبى لم أر هذا ولا سمعت به قط.
وحكاها بعضهم على وجه آخر أنها ذهبت إلى الصائغ فقالت: صور لى صورة الشيطان: فقال لها: ايتينى بمثال، فلما تبعها ابن قزمان جاءته به وقالت له مثل هذا، فسأل ابن قزمان الصائغ فأعلمه فخجل ولعنها.
وليس بين أيدينا عن هذا النوع من التصوير فى الصحف أو الألواح - نصوص تبلغ فى الكثرة مبلغ ما تقدم فى الكلام على المصورين ذكر ثلاث صور :
إحداها «للكتامي» صور بها يوسف عليه السلام فى الجب وهو عريان أبدع فيها.
والثانية «لابن عزيز» صور بها راقصة بثياب حمراء فى صورة حنية صفراء من رآها ظن أنها بارزة من الحنية.
والثالثة «للقصير» صور بها راقصة بثياب بيضاء فى صورة حنية سوداء كأنها داخلة فى الحنية.
Page 68