Iclam Bima Fi Din Nasara

Al-Qurtubi d. 671 AH
92

Iclam Bima Fi Din Nasara

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام

Chercheur

د. أحمد حجازي السقا

Maison d'édition

دار التراث العربي

Lieu d'édition

القاهرة

وَنور بعد ذَلِك إلزامات لَهُم إِلْزَام لَهُم نقُول لَهُم حِين صَار أقنوم الْعلم لعيسى كَيْفَمَا صَار هَل بقى الرب تَعَالَى كَمَا كَانَ قبل ذَلِك أَو اخْتلفت حَاله فَإِن كَانَ كَمَا كَانَ قبل فَلم يصر لعيسى مِنْهُ شَيْء وَأَيْضًا فَلَو صَار إِلَيْهِ بعض أقانيمه لبقى نَاقص الأقانيم وَتبطل ألوهيته فَإِن حَقِيقَته عِنْدهم وَاحِد ثَلَاثَة أقانيم وَأما إِن اخْتلفت حَاله فَيلْزم عَلَيْهِ أَن يصير من الْعلم إِلَى الْجَهْل وَمن الْقدَم للحدوث وَهَذَا كُله على الله تَعَالَى محَال ومرتكبه فِي بحبوبة الضلال إِلْزَام آخر نقُول لَهُم حِين صَار أقنوم الْعلم لعيسى فَهَل بقى الْبَارِي تَعَالَى عَالما بذلك الأقنوم أم بِغَيْرِهِ أَو غير عَالم بَاطِل أَن يُقَال غير عَالم لِاسْتِحَالَة الْجَهْل عَلَيْهِ وباطل أَن يُقَال بقى عَالما بذلك الأقنوم إِذْ لَو كَانَ ذَلِك للَزِمَ مِنْهُ أَلا يصير إِلَى عِيسَى وَيلْزم مِنْهُ أَيْضا أَن يكون علم وَاحِد يقوم بمحلين وَلَو صَحَّ ذَلِك يَصح أَن يكون الْوَاحِد منا مَوْصُوفا بِنصْف علم وَذَلِكَ محَال فَإِن الْعلم الْوَاحِد لَا يَتَبَعَّض وَلَا يَنْقَسِم إِذْ الْعلم للْوَاحِد إِنَّمَا يعقل فِي مَحل وَاحِد بِمَعْلُوم وَاحِد فِي زمَان وَاحِد فِيمَا يقبل الزَّمَان والتعدد وباطل أَيْضا أَن يُقَال أَنه يكون عَالما بِعلم آخر فَإِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى حُدُوث الأقانيم بل إِلَى حُدُوثه وَذَلِكَ كُله محَال إِلْزَام آخر يظْهر تناقضهم وَذَلِكَ أَنه قد تقدم من مَذْهَبهم أَنهم قَالُوا فِي الأقانيم أَنَّهَا غير متباينة وَلَا مفترقة ثمَّ أَنهم قد قَالُوا هُنَا

1 / 138