أحدهما: [اختار المصنف الحمد] (١) للتأسي بالقرآن.
ثانيهما: أنه بعد الإحسان بخلاف المدح، وقال الزمخشرى (٢): هما أخوان.
وقال الرافعي في "تذنيبه" (٣): إن المدح أعم، لأن الثناء على الشخص بما لا اختيار له فيه كحسن الوجه والقد ونحوهما يطلق عليه المدح دون الحمد، وحينئذ يكون متعلق المدح وهو الممدوح عليه أعم الثلاثة.
وفرّق السهيلي بينهما؛ لأن الحمد يشترط فيه أن يكون صادرًا عن علم، وأن تكون تلك الصفات المحمودة صفات كمال، والمدح قد يكون عن ظن وبصفة مستحسنة وإن كان فيها نقص ما.
وفرّق الرضا القزويني صاحب "العروة الوثقى": بأن المدح يكون للحي وغيره بخلاف الحمد، تقول: مدحت اللؤلؤة، ولا تقول: حمدتها، والمدح قد يكون منهيًا عنه، قال ﵇ (٤): "احثوا في وجوه المداحين التراب" (٥). بخلاف الحمد، فالحمد أعم