Ibrahim, le père des prophètes

Abbas Mahmoud El Akkad d. 1383 AH
49

Ibrahim, le père des prophètes

إبراهيم أبو الأنبياء

Genres

وليست الناحية التاريخية عامة هي التي تعنينا في هذا الباب؛ لأننا سنفرد لها بابا خاصا يدور على الكشوف الحفرية والبحوث المتقابلة في أقوال المؤرخين المحدثين.

ولكن الناحية التاريخية التي نعني بها في هذا الباب - باب المراجع المسيحية - هي الناحية التي تفرغ لها الدارسون ليلحقوها بالكتب الدينية وشروح العهدين القديم والجديد، فهي مقصورة على هذه الناحية، ومحورها الغالب عليها هو المضاهاة بين تواريخ الكتب الدينية والمواقيت التي اتصلت بها من تواريخ الأمم الغابرة. •••

فمن أحدث هذه المراجع كتاب «موجز التعليقات الحديثة على الكتاب»، من تأليف نحو ثلاثين عالما من علماء اللاهوت في إنجلترا، وكلهم من المطلعين على كشوف الآثار التي لها علاقة بتواريخ التوراة والأناجيل.

يذكر المؤلفون في الفصل الذي عنوانه «العالم في أيام إبراهيم»: أن لوحا من الألواح التي كشفت بمدينة أور قد وجد عليه نقش باسم «إيراما»، يرجع على ما يظهر إلى زمن سابق لزمان إبراهيم، ومن هذه الكشوف لوح آخر منقوش عليه شريعة حمورابي، وفيها أحكام مماثلة لأحكام الشريعة الموسوية، ومع هذه الكشوف ألواح كتبت عليها جداول للضرب، ومعجمات للمفردات اللغوية، وسجلات لأنظمة الحكومة، وأسانيد بما وصل إلى الهياكل من حساب القرابين؛ فقد نشأ إبراهيم إذن في مدينة ليست بالهينة والعالم يومئذ قديم.

ويشيرون في هذا الفصل إلى نقوش كشفت على جدار قبر من القبور الأثرية بقرية بني حسن بمصر، يرجع تاريخها إلى سنة 2100 قبل الميلاد أو نحوها، وبين تلك النقوش صورة قافلة مؤلفة من سبعة وثلاثين من الساميين بقيادة أبيشو

Abichua ، يحملون بضائع بلادهم ليستبدلوا بها غلة مصرية.

وأشاروا إلى كلمة «عبري» ومعناها فقالوا: إنها وجدت من آثار «رم سن» سلف حمورابي، كما وجدت في نص من النصوص البابلية التي كشفت في بلاد الحيثيين الأقدمين من آسيا الصغرى - وتسمى اليوم بوغاز كوي - ووجدت كذلك في نصوص حورانية عند بلدة توزي بالعراق، وكان لها معنى أعم من معناها الخاص بعد ذلك بأبناء إسرائيل، ويفهم منه أن الكلمة كانت مرادفة لكلمة الجنود الرحل الذين يستأجرهم قادة الجيوش.

قالوا: وإن عاصمة الحيثيين التي رفعت عنها الأنقاض سنة 1906 قد كشفت فيها ألواح بالخط المسماري دلت على مفتاح اللغة الحيثية، وأن الحيثيين كانوا يتكلمون لغة هندية جرمانية على مشابهة باللاتينية، وقد نزحوا من الشرق إلى آسيا الصغرى، وامتدت دولتهم شرقا إلى الفرات، وجنوبا إلى قادش، وهم بنو «حث» الذين أشار إليهم إبراهيم في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر التكوين إذ يقول: «وكلم بني حث قائلا: أنا غريب ونزيل عندكم؛ أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي.»

وقالوا: إن أسماء الملوك التي وردت في الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين قريبة من بعض الأسماء التاريخية، فاسم إمرافل قريب من اسم حمورابي البابلي، وتدعال قريب من تدخاليا الحثي، والأسماء الأخرى وجدت لها مشابهات من هذا القبيل، ولكن لا يوجد الدليل القاطع على وحدة المسمى.

وكان الرعاة أو الهكسوس «هاك شاسو» يحكمون مصر من الأسرة الثالثة عشرة إلى الأسرة السابعة عشرة، وفي هذه الفترة حدثت هجرة الآباء العبريين إلى الديار المصرية. •••

Page inconnue