Ibrahim, le père des prophètes

Abbas Mahmoud El Akkad d. 1383 AH
47

Ibrahim, le père des prophètes

إبراهيم أبو الأنبياء

Genres

فبنى بعضهم على هذه العبارة قصة لا يعتمدها المفسرون الكتابيون، وقالوا في تفسيرها: إن السيد المسيح هبط إلى الهاوية سنة ثلاث وثلاثين للميلاد، وأطلق منها أرواحا صالحة ذهبت إليها قبل بعثته، ولم تكن لها جناية تعاقب عليها، ولكنها كانت في حاجة إلى التطهير بماء العماد لتدرك نعمة النجاة.

وسرت هذه القصة من السواد إلى العلية من أمثال الشاعر الإيطالي الكبير دانتي أليجيري، صاحب الكوميديا الإلهية، فقال في القصيدة الرابعة من الحوار بينه وبين الشاعر الروماني القديم «فرجيل» قائده في طبقات الهاوية:

لم تكن ثمة شكاة تسمع إلا الأنين الذي يهز الأجواء الأبدية، وكان ينبعث من تلك الأحزان التي لا عذاب فيها أحزان الجموع المتكونة من الأطفال والنساء والرجال، فقال لي أستاذي: إنك لم تسأل عن هذه الأرواح التي تراها هنا، وأود أن أعرفك بها قبل أن نتقدم في طريقنا: إنها لم تخطئ، وكان لها فضل، ولكنه لا يغنيها لحاجتها إلى العماد، وهو الإيمان الذي أنت به تدين ...

فإنها تقدمت عصر المسيح فلم تعبد الله على سواء، ومن هذه الأرواح كنت المتحدث إليك ...

فغشي قلبي حزن عظيم عند سماعه؛ لأنني أعرف أناسا ذوي فضل كبير معلقين في تلك الطبقة ...

وقلت له: أخبرني يا أستاذي، أخبرني. وأردت اليقين من هذا الإيمان الذي يغلب كل خطأ: ألم يخرج من هذا المكان أحد؛ خرج منه بفضله أو بفضل غيره وأدركته النجاة بعد خروجه؟

وفهم طوية كلامي فأجابني قائلا: لقد كنت هنا حين لمحت قادما جليلا عليه إكليل النصر، فإذا هو قد بدأ فأخذ في الظل أبانا الأقدم - آدم - وابنه قابيل ونوحا وموسى المشترع المطيع، ثم إبراهيم الأب وداود الملك، وإسرائيل وأباه وبنيه، ومنهم راحيل التي صنع من أجلها الكثير، وأخرج غيرهم، وباركهم ونجاهم، وأعلم أن أحدا قبل هؤلاء لم يكن نبيا.

وبهذه الصيغة وما شابهها سرت أخبار العهد القديم وتفسيراته بين المسيحيين، ثم تفرق رأي الكنائس المسيحية في النظر إلى العهد القديم، فمنها ما يعتبره وحيا منزلا بجميع تفصيلاته، ومنها ما يقصر الوحي على كتب الشريعة، وهي الكتب الخمسة التي تعرف بكتب موسى، ومنها ما يعتبره كله أخبارا تاريخية أو وقائع مروية في صيغة شعرية.

وعلى حسب النظر إلى هذه الكتب يختلف النظر إلى إبراهيم من حيث اعتقاد العصمة أو الخطيئة.

فمن أتباع الكنيسة الإنجيلية من ينقد مسلك إبراهيم حين قال: إن سارة أخته، ولا يبالي أن يصرح بالنقد في كتب التدريس كما فعل الأستاذ وليام نكلسون؛ حيث قال في موسوعته الموجزة عن التوراة تحت مادة إبرام:

Page inconnue