Ibn Taymiyya, sa vie, ses croyances
ابن تيمية حياته عقائده
فتكلم بعد بشير بن سعد - من زعماء الانصار - فقال: يا معشر الانصار، انا والله وان كنا اولى فضيله وسابقه في الدين، الا ان محمدا من قريش، وقومه اولى به، وايم الله لا يرانى الله انازعهم هذا الامر ابدا.
وهكذا تمت بنود السقيفه وعقدت البيعه على اساسها: قوم محمد (ص) واولياوه وعشيرته اولى به، لا ينازعهم على ذلك الا ظالم مبطل آثم متورط في هلكه!!.
فهل نطقت هذه البنود بشيء الا وعلى (ع) اولى به من سائر الناس؟!.
انها بيعه صريحه لعلى بن ابى طالب لو اذن لها ان تتم، ولكن تعجلها المتعاقدون على الخلافه قبل ان ياذنوا بفرصه يراجع فيها القوم انفسهم ليروا من هو الرجل الذى تجتمع فيه هذه الشرائط على اتمها بلا منازع.
ومن هنا لما خاصمهم على (ع) فقال: الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وقعر بيته الى دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا اهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن احق الناس به، لانا اهل البيت، ونحن احق بهذا الامر منكم ما كان فينا : القارى لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله المضطلع بامر الرعيه، القاسم بينهم بالسويه، والله انه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا.
فلما سمعوا منه هذا الكلام قال بشير بن سعد الانصارى - الذى اقر بنود السقيفه -: لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك قبل بيعتها لابى بكر ما اختلف عليك اثنان.
ووفقا لهذه البنود خاصمهم على (ع)، فقال لابى بكر حين دعاه للبيعه: (انا احق بهذا الامر منكم، لا ابايعكم وانتم اولى بالبيعه لى، اخذتم هذا الامر من الانصار واحتججتم عليهم بالقرابه من النبى (ص) وتاخذونه منا اهل البيت غصبا!) وقال: فان كنت بالشورى ملكت امورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب وان كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك اولى بالنبى واقرب وقال لما بلغته اخبار السقيفه: ما قالت الانصار؟.
Page 194