36

ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه

ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه

Maison d'édition

دار الفكر العربي

٣٩- انتهت الحادثة السابقة عند النهاية السابقة ولم تتشعب منها مناقشات إلا بعد ذلك بنحو سبع سنين، ولم يكن السكوت رضًا عن ابن تيمية وآرائه من العلماء، بل لأن التتار ساوروا دمشق، وصارت البلاد في محنة، فشغلتهم تلك الغارات عن أن يثيروا على العلم غارات.

ولكن ابن تيمية الذي حبا الله به العلم في عصره لم يعكف على درسه ويستسلم للمقادير استسلام العلماء الذين عاصروه؛ بل أحس وهو الذي لازال شابًا إذ كان في نحو الثامنة والثلاثين من عمره أنه لابد أن يسهم في الحرب لا بالقلم واللسان، بل بالسيف والسنان فتقدم العالم الجريء إلى الميدان، وأثبت أنه لم يكن قط جريئًا في العلم والآراء؛ ولم يكن فقط القوي في الفكر والمعقول، بل إنه الفارس المقدام، والقوي الذي يحمل السيف على عاتقه، كما يحمل القلم ببنانه.

35