Ibn Rumi : Sa vie à travers ses poèmes
ابن الرومي: حياته من شعره
Genres
فإن يقل إنني حفظت فكالد
فتر جهلا بكل ما اعتقده
سأسمع الناس ذمه أبدا
ما سمع الله حمد من حمده
وفي الوقائع بينه وبين الأخفش يقول الزبيدي تلميذ أبي علي القالي - وهو صاحب طبقات النحويين، المتوفى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة: «حدثني أبو علي قال: كان علي بن العباس الرومي لا يدع التطير والتفاؤل في جميع حركاته وتصرفه، وكان علي بن سليمان الأخفش قد أولع باعتراضه في مخارجه فيما يتطير به، فربما صرفه بذلك عن وجهه، وربما دق عليه الباب فإذا قال: من أنت؟ قال: الشؤم والبلاء! فلا يبرح علي بن العباس يوم ذاك، فلما شق عليه ذلك هجاه فأقذع في هجائه، فكان الأخفش يستعمل حفظ هجائه، ثم يمليه فيما يملي من الأخبار والأشعار على أصحابه، فلما رأى علي بن العباس أن الأخفش لا يألم لهجائه أقصر عنه.»
ويقول صاحب العمدة في هذه الوقائع بينه وبين الأخفش: «وقد مزقه بالهجاء كل ممزق، وجعله مثلة بين أصحابه، على أن الأخفش كان يتجلد عليه، ويظهر قلة المبالاة به، وهيهات وقد وسمه وسمة الدهر، وسامه سوم الخسف والقهر.»
والأقوال في طيرة ابن الرومي كثيرة، منها ما استطرد إلى ذكره صاحب زهر الآداب، حيث قال بعيد ما أسلفنا نقله:
ولابن الرومي في الأخفش إفحاش صنت الكتب عنه، قال علي بن إبراهيم كاتب مسروق البلخي: كنت بداري جالسا فإذا حجارة سقطت بالقرب مني، فبادرت هاربا وأمرت الغلام بالصعود إلى السطح والنظر إلى كل ناحية: من أين تأتينا الحجارة؟ فقال: امرأة من دار ابن الرومي الشاعر قد تشوفت وقالت: اتقوا الله فينا واسقونا جرة ماء وإلا هلكنا؛ فقد مات من عندنا عطشا. فتقدمت إلى امرأة عندنا ذات عقل ومعرفة أن تصعد إليها وتخاطبها، ففعلت وبادرت بالجرة، وأتبعتها شيئا من المأكولات، ثم عادت إلي فقالت: ذكرت المرأة أن الباب عليها مقفل من ثلاث بسبب طيرة ابن الرومي؛ وذلك أنه يلبس ثيابه كل يوم ويتعوذ، ثم يصير إلى الباب والمفتاح معه، فيضع عينه على ثقب في خشب الباب، فتقع عينه على جار له كان نازلا بإزائه، وكان أحدب يقعد كل يوم على بابه، فإذا نظر إليه رجع وخلع ثيابه وقال: لا يفتح أحد الباب.
فعجبت لحديثها، وبعثت بخادم كان لي يعرفه ، فأمرته بأن يجلس بإزائه، وكانت العين تميل إليه، وتقدمت إلى بعض أعواني أن يدعوا الجار الأحدب، فلما حضر عندي أرسلت وراءه غلامي لينهض إلى ابن الرومي ويستدعيه الحضور، فإني لجالس ومعي الأحدب إذ وافى أبو حذيفة الطرسوسي ومعه برذعة الموسوس صاحب المعتمد، ودخل ابن الرومي، فلما تخطى عتبة باب الصحن عثر، فانقطع شسع نعله، فدخل مذعورا، وكان إذا فاجأه الناظر رأى منه منظرا يدل على تغير حال، فدخل وهو لا يرى جاره المتطير منه، فقلت له: يا أبا الحسن، أيكون شيء في خروجك أحسن من مخاطبتك للخادم، ونظرك إلى وجهه الجميل؟ فقال: قد لحقني ما رأيت من العثرة لأني فكرت أن به عاهة وهي قطع أنثييه! قال برذعة: وشيخنا يتطير؟! قلت: نعم ويفرط، قال: ومن هو؟ قلت: علي بن العباس، قال: الشاعر؟ قلت: نعم، فأقبل عليه وأنشده:
ولما رأيت الدهر يؤذن صرفه
Page inconnue