112

Ibn Rumi : Sa vie à travers ses poèmes

ابن الرومي: حياته من شعره

Genres

قذى الشيب قد عفا عليها سفيطه

9

فهو قد التحى في سن يتوقع ما بعدها من زيادة الشيب وعمومه، إلا أنه كان كث اللحية قصير شعرها كما قال:

ولم أزل سبط الأخلاق واسعها

وإن غدوت امرأ في لحيتي كثث

وكأنما جعل من ذلك النقص فخرا؛ لأنه نقص لا يد له في استدراكه، فكان يسخر من اللحى الطوال ويسميها أذنابا ومخالي ومذبات، ويشك في أدب كل غزير اللحية، بل يجعل غزارتها دليلا قاطعا على نزارة أدبه حتى البحتري! لأن:

البحتري ذنوب الوجه نعرفه

وما رأينا ذنوب الوجه ذا أدب

ومغالطته في هذا بادية من دخيلة إحساسه بهيبة اللحية، وأنها علامة التذكير؛ حيث يقول لصاحب لحية طويلة:

أرع فيها الموسى فإنك منها - يشهد الله - في أثام كبير

Page inconnue