41

Ibn Qayyim al-Jawziyyah et ses contributions au hadith et à ses sciences

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

أجر معلوم يأخذه على ذلك، كما كان من حال سيف الدين قَبْجَق١ نائب دمشق؛ فإنه "ضَمِنَ الخَمَّارات ومواضع الزنا من الحانات وغيرها، وجُعِلَت دار ابن جَرَادة ... خَمَّارَة وحانة أيضًا، وصار له على ذلك في كل يوم ألف درهمٍ، وهي التي دمَّرته ومحقت آثاره"٢. ومن المنكرات التي سادت المجتمع أيضًا: الغناء والطرب، وقد أعلن ابن القَيِّم ﵀ حربًا لا هوادة فيها على الغناء وأهله، وبَيَّنَ شَبَهَهُم، ودحض مزاعمهم في استحلال ذلك، حتى إنه أفرد لذلك مؤلفًا كما سيأتي، كما اعتنى بذلك في مؤلفاته الأخرى، وبخاصة (إغاثة اللهفان)، وما ذلك إلا دليلٌ على شيوع هذا البلاء في زمنه، واستفحال أمره. تلك هي أهم مظاهر الفساد الديني في ذلك الوقت، ولا شك أن مثل هذه البيئة وما فيها من مفاسد ومخالفات شرعية، من أكبر العوامل التي تُحَرِّكُ الدعاة المخلصين، والعلماء العاملين، للقيام بمجابهة هذه المنكرات، والتحذير منها، والتنبيه على خطرها، ومحاولة الأخذِ بأيدي الناس إلى الطريق القويم، والصراط المستقيم. ولقد كان لابن القَيِّم ﵀ في هذا الباب جهد مشكور؛ فإنه يُعَدّ واحدًا من أبرز علماء هذه الأمة الذين حملوا راية الإصلاح الديني في ذلك العصر، ولا يزال صدى دعوته وأثرها يعمل عمله في الناس إلى يومنا هذا، وسيظل كذلك إن شاء الله.

١ له ترجمة في البداية والنهاية: (١٨/١٠٧)، حوادث سنة ٧١٠هـ، والدليل الشافي: (٢/٥٣٣) . ٢ البداية والنهاية: (١٤/١١)، حوادث سنة (٦٩٩هـ) .

1 / 55