131

Ibn Hazm : Sa vie, son époque, ses vues et sa jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Maison d'édition

دار الفكر العربي

Lieu d'édition

القاهرة

العضدية أن بين الماتريدية والأشاعرية خلافاً في نحو ثلاثين مسألة، ولكن أكثر العلماء على أنها مسائل جزئية، والاختلاف فيها لفظي، فهما متفقان في الغاية:

وقد ألف الماتريدية في علم الكلام كتاب الرد على الكعبي المعتزلي، وكتاب أوهام المعتزلة، وكتاب الرد على الرافضة، وكتاب الرد على القرامطة وقد مات سنة ٣٣٢ هـ.

١٦٦ - أما الأشعري فقد ولد بالبصرة، وتوفي حوالي سنة ثلاثين وثلاثمائة بعد الهجرة، تخرج على المعتزلة في علم الكلام، وتتلمذ لشيخهم في عصره أبي علي الجبائي، وكان لفصاحته يتولى المناظرة والجدل نائباً عن شيخه، إذ كان هذا يجيد الكتابة والدفاع بالقلم، ولا يجيد النقاش باللسان، ولكن الأشعري وجد من نفسه ما يبعده عن المعتزلة في تفكيرهم، مع أنه تغذى من موائدهم، ونال كل ثمرات تفكيرهم، ثم وجد ميلاً إلى آراء الفقهاء والمحدثين مع أنه لم يغش مجالسهم ولم يتعلم العقائد على طريقتهم. ولذا عكف في بيته مدة، وازن فيها بين أدلة الفريقين، وانقدح له بعد الموازنة رأي خرج به على الناس، وناداهم بالاجتماع عليه فرقى المنبر في المسجد الجامع بالبصرة، ثم قال:

((أما بعد فإن كثيراً من المعتزلة، وأهل القدر مالت بهم أهواؤهم إلى

131