59

ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

Maison d'édition

مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ هـ

Lieu d'édition

جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية

Genres

خلف بن سعيد بن أيوب الباجى (^١) صاحب كتابي المنتقى، والاستغناء وغيرهما من التواليف وجرت بينهما مناظرة، فلما انقضت قال الفقيه أبو الوليد: تعذرني فإن أكثر مطالعتي كانت على سراج الحراس. قال ابن حزم: وتعذرني أيضا فإن أكثر مطالعتي كانت على منابر الذهب، والفضة، أراد أن الغنى أضيع لطلب العلم من الفقر". (^٢)
وهذا هو المعروف والواقع المشاهد. ولكن همة ابن حزم كانت أعلى من أن يمنعها الغنى ودواعيه من طلب العلم الذي رأى به العز والرفعة في الدين والدنيا. فنال بالعلم مكانة علمية يندر أن تنال.
قال عنه تلميذه الحميدي: "كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطًا للأحكام من الكتاب والسنة متفننًا في علوم جمة عاملًا بعلمه زاهدًا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير المالك متواضعًا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من العلوم وما رأينا مثله ﵀ فيما اجتمع له من الذكاء، وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين". (^٣)

(^١) هو أحد علماء الأندلس وحفاظها سكن شرق الأندلس، ورحل إلى المشرق سنة ٤٢٦ من الهجرة تقريبا فبقى في المشرق قرابة ١٣ عاما. وروى عن كثير من الحفاظ ودرس الفقه، ودرسه. وأخذ الكلام عن أبى جعفر التلمسانى بالموصل. وتولى القضاء بعد رجوعه إلى الأندلس. وتوفى سنة ٤٧٤ وكان مولده سنة ٤٠٣ من الهجرة. انظر: وفيات الأعيان ج ٢ ص ٤٠٨، ٤٠٩. وشذرات الذهب ج ٣ ص ٣٤٤، ٣٤٥.
(^٢) معجم الأدباء ج ١٢ ص ٢٣٩، ٢٤٠.
(^٣) جذوة المقتبس ص ٣٠٨، ٣٠٩. بتصرف، وانظر بغية الملتمس للضبى ص ٤٠٣. ووفيات الأعيان لابن خلكان ج ٣ ص ٣٢٥.

1 / 60