ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

Ahmad bin Nasser Al-Hamad d. Unknown
43

ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

Maison d'édition

مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ هـ

Lieu d'édition

جامعة أم القرى - المملكة العربية السعودية

Genres

وتذكر فائت لمثل خاطري لعجب على ما مضى ودهمني، فأنت تعلم أن ذهني متقلب وبالي مهصر بما نحن فيه من نبو الديار، والجلاء عن الأوطان، وتغير الزمان، ونكبات السلطان وتغير الأخوان، وفساد الأحوال وتبديل الأيام وذهاب الوفر، والخروج عن الطارف والتالد، واقتطاع مكاسب الآباء والأجداد والغربة في البلاد، وذهاب المال، والجاه، والفكر في صيانة الأهل والولد واليأس عن الرجوع إلى موضع الأهل، ومدافعة الدهر، وانتظار الأقدار لا جعلنا الله من الشاكين إلا إليه، وأعادنا إلى أفضل ما عودنا". (^١) ويقول الدكتور عبد الكريم خليفة: "وهناك إشارة توقت زمن كتابة ابن حزم كتابه طوق الحمامة وأنه كان قبل سنة عشرين وأربعمائة وهي السنة التي مات فيها الحكم بن المنذربن سعيد". (^٢) والإشارة هي: "وحكم المذكور في الحياة في حين كتابتي إليك بهذه الرسالة فقد كف بصره وأسن جدا". (^٣) ويحتمل أن أبا محمد رجع إلى قرطبة بعد بيعة هشام المعتد بالله، لأن أهل قرطبة اتفقوا على رد الأمر لبني أمية لما قطعت دعوة يحيى بن علي من قرطبة سنة سبع عشرة وأربعمائة وبايعوا هشامًا في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وبقى مترددا في الثغور ثلاثة أعوام غير شهرين. دارت هناك فتن كثيرة إلى أن اتفق أمرهم إلى أن يصير إلى قرطبة قصبة الملك فدخلها يوم منى ثامن ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة. (^٤) وتوزر أبو محمد بن حزم لهشام بن محمد على ما ذكر

(^١) طوق الحمامة ص ٣٢٣ - ٣٢٤. (^٢) ابن حزم الأندلسي للدكتور عبد الكريم خليفة ص ٥٩. (^٣) طوق الحمامة لابن حزم ص ١٣١. (^٤) انظر جذوة المقتبس للحميدى ص ٢٧، ٢٨.

1 / 44