Ibn Hazm : Sa vie, son époque, ses vues et sa jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Lieu d'édition
القاهرة
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Ibn Hazm : Sa vie, son époque, ses vues et sa jurisprudence
Muhammad Abu Zahraابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Maison d'édition
دار الفكر العربي
Lieu d'édition
القاهرة
١١٨- بقدر ذلك الاضطراب السياسي في عصر ابن حزم كان النهوض العلمي فيه، فإن عصر ابن حزم كان عصر العلم حقاً في الأندلس، فيه نهضت تلك البلاد نهضة فكرية، فكان منها الضوء الذي أضاء الغرب كله، في هذا العصر وجد العلماء الأجلاء ذوو الآفاق الواسعة الذين لا يقتصرون في دراساتهم على المذاهب الفقهية لا يعدونها، بل كانوا مع ذلك أدباء ومؤرخين، ومن هؤلاء أبو عمر ابن عبد البر رفيق ابن حزم، ومنهم أبو الوليد الباجي خصمه العلمي، ومنهم غير كثير، امتاز بسعة الأفق، وكان في الأندلس نهضة فكرية من ناحية أخرى، إذ أن العلوم الفلسفية قد ترجمت وانتقلت إلى الترجمة من الشرق إلى الغرب فإن حركة الترجمة التي اتسعت في عهد المأمون، وشملت كل أنواع علوم اليونان، قد آتت أكلها في الأندلس في آخر القرن الثالث، والقرن الرابع، ثم كان الفلاسفة المسلمون في الأندلس بعد ذلك كابن رشد، وابن باجة، وابن حزم قد نهل من هذا الينبوع الصافي من قبلهم، بدليل كتابته في الخطابة، وكتابته في المنطق، وآثاره العلمية في مناقشات الفرق تنبئ عن علم بما ترجم في عصره، وما قبله من كتب اليونان.
١١٩- وإنه عندما استقر الأمر للأمويين، واتسع سلطانهم كان كثيرون من علماء المشرق ينتقلون إلى الأندلس، نشراً لمعارفهم، وطمعاً في عطائهم، وإن أولئك قد فتحوا الأبواب لهم، فرحلوا إليها كما رحل كثيرون من علماء الأندلس إلى المشرق يزورونه، ويأخذون وينهلون. وإنه من الحق علينا أن نقرر أنه في الوقت الذي آل فيه السلطان في المشرق إلى بعض الأعاجم الذين يجهلون بليغ الكلام، ولا يقدرونه - كان
98