121

Ibn Hazm : Sa vie, son époque, ses vues et sa jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Maison d'édition

دار الفكر العربي

Lieu d'édition

القاهرة

الخوارج

١٤٨ - هذه هي الطائفة الثالثة التي شقت الوحدة الإسلامية، وهي في الواقع عدة فرق، نشير إليها إشارة مجملة، والخوارج أشد الفرق الإسلامية دفاعاً عن اعتقادهم وحماسة لتفكيرهم، وقد ابتدأوا في جيش علي رضي الله عنه، عندما نبتت فكرة التحكيم فوافقوا عليه، بل حموا علياً عليه حملاً، ثم بعد ذلك عارضوه وحسبوه كفراً، قالوا: لا حكم إلا لله فلا يحكم الأشخاص في مسألة الأمر فيها إلى الله تعالى، ولقد أعلنوا البراءة من عثمان، ومن علي إن لم يتب، ويعلن أنه كان كافراً عندما قبل التحكيم. وهم يرون أن الخليفة يختار من جميع المسلمين، لا من قبيل منهم. فلا يرون بيتاً من بيوت العرب اختص بأن الخليفة منه. والنجدات منهم لا يرون اختيار الخليفة أمراً لازماً ديناً، بل هو أمر دنيوي. فإن استقام أمر المسلمين من غير خليفة، فإن ذلك جائز سائغ، وقد نقلنا كلام ابن حزم في ذلك.

والخوارج يرون أن مرتكب الكبيرة مذنب. ولم يفرقوا بين ذنب وذنب، بل الكل كفار، والإباضية منهم يروى عنهم أنهم يقولون إنهم كفار نعمة وأنهم من أهل القبلة. ولذلك كفر عامة الخوارج مخالفيهم، فمن لم يكن على رأيهم فهو كافر عندهم، لا شك في ذلك.

١٤٩ - وهم فرق مختلفة كما ذكرنا، وأشدهم وأعنفهم في معاملة خصومهم.

الأزارقة :

وهم أتباع نافع بن الأزرق من بني حنيفة، وهم يرون أن مخالفيهم من عامة المسلمين الذين لا يرون رأيهم مشركون وأن أطفالهم مشركون مثلهم،

121