85

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

Enquêteur

أبو أنيس على بن حسين أبو لوز

Maison d'édition

دار الوطن

Édition

الأولى

Année de publication

1422 AH

Lieu d'édition

الرياض

وأن يرتبها على ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ... ﴾ [المائدة: ٦].

وأن لا يفصل بينهما بفاصل طويل عرفًا، بحيث لا ينبني بعضه على بعض،


قوله: (وأن يرتبها على ما ذكره الله تعالى في قوله ... إلخ):

الترتيب عندنا أيضاً أنه ركن، وهو أن يبدأ بالوجه، ثم باليدين، ثم بالرأس، ثم بالرجلين، فإن قدم غسل اليدين قبل الوجه لم يعتد بهما، وإن مسح الرأس قبل أن يغسل ذراعيه لم يعتد بمسحه، فلابد أن يرتبها على ما ذكر الله تعالى، فقد ذكر الله الوجه ثم اليدين ثم الرأس ثم الأرجل، والنبي ﷺ يقول: ((ابدؤوا بما بدأ الله به))(١).

قوله: (وأن لا يفصل بينهما بفاصل طويل عرفًا ... إلخ):

الموالاة أيضًا عندنا أنها ركن، والموالاة: هي الإسراع، بحيث أنه كلما فرغ من عضو ابتدأ بالذي بعده، ولا يفصل بينهما حتى لا يطول الفصل؛ لأنه - مثلاً - لو غسل وجهه ثم جلس يتحدث حتى جفّ وجهه، ثم غسل يديه ثم جلس يتحدث، فطال الزمان فيبست، ثم مسح رأسه، فهذا لم يصدق عليه أنه متوضئ، فالمتوضئ هو الذي يأتي بهذه الأعضاء في مجلس واحد ولا يفرق بينها، ولا يفصل بينها بفاصل كبير عرفًا، بحيث ينبني بعضها على بعض، فالوضوء شيء واحد، مبني بعضه على بعض فلا يفرقه.

(١) شاذ بهذا اللفظ أخرجه النسائي رقم (٢٩٦٢) في مناسك الحج. والصحيح: ((ابدأ بما بدأ به الله)) أخرجه مسلم رقم (١٢١٨) في الحج. من حديث جابر رضي الله عنه الطويل.

85