قالوا شهدنا أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا يومئذ بالطاعة ورفع عليهم أباهم آدم فنظر اليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال رب لو شئت سويت بين عبادك قال إني أحببت أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة وهو الذي يقول ^ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ^ وهو الذي يقول
﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾
قال وكان روح عيسى عليه السلام في تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق فأرسل ذلك الروح إلى مريم قال ^ فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) حتى بلغ مقضيا قال فحملته قال حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى عليه السلام فسأله مقاتل بن حيان من أين دخل الروح فذكر عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه دخل من فيها
1340 حدثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن الزبير بن موسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن الله عز وجل ضرب منكبه الأيمن يعني منكب آدم عليه السلام فخرجت كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء نقية فقال هؤلاء أهل الجنة ثم ضرب منكبه الأيسر فخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء فقال هؤلاء أهل النار ثم أخذ عهده على الإيمان به والمعرفة له ولأمره وقال مرة والتصديق بأمره بني آدم كلهم وأشهدهم على أنفسهم فآمنوا وصدقوا وعرفوا وأقروا
Page 318