L'Ibana concernant la loi de la secte salvatrice et l'évitement des sectes blâmables

Ibn Batta Al-ʿUkbarī d. 387 AH
52

L'Ibana concernant la loi de la secte salvatrice et l'évitement des sectes blâmables

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية

Chercheur

عثمان عبد الله آدم الأثيوبي

Maison d'édition

دار الراية للنشر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1418هـ

Lieu d'édition

السعودية

قال الشيخ فاعلموا رحمكم الله أن هذه طريقة الأنبياء عليهم السلام وبذلك تعبدهم الله وأخبر به عنهم في كتابه أن المشيئة لله عز وجل وحده ليس أحد يشاء لنفسه شيئا من خير وشر ونفع وضر وطاعة ومعصية إلا أن يشاءها الله وبالتبري إليه من مشيئتهم ومن حولهم وقوتهم ومن استطاعتهم بذلك أخبر عن نوح عليه السلام حين قال له قومه

﴿يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين

فقال نوح عليه السلام مجيبا لهم

﴿إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون

قال الشيخ فلو كان الأمر كما تزعم القدرية كانت الحجة قد ظهرت على نوح من قومه ولقالوا له إن كان الله هو الذي يريد أن يغوينا فلم أرسلك إلينا ولم تدعونا إلى خلاف مراد الله لنا

ولو كان الأمر كما تزعم هذه الطائفة بقدر الله ومشيئته في خلقه وتزعم أنه يكون ما يريده العبد الضعيف الذليل لنفسه ولا يكون ما يريده الرب القوي الجليل لعباده فلم حكى الله عز وجل ما قاله نوح لقومه مثنيا عليه وراضيا بذلك من قوله

وقال شعيب عليه السلام ^ قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما )

Page 287