307

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

سَبِيْلًا"، قال: صدقت، فعجبنا له يسأله، ويصدِّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: "أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الاَخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ؛ خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ"، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن "الإحسان" قال: "أَنْ تَعْبُدَ الله كَأنَّكَ تَراهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فَإِنَّهُ يَراك"، قال: فأخبرني عن السَّاعة، قال: "مَا الْمَسْؤُوْلُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: "أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبتَها، وَأَنْ تَرَى الْحُفاةَ الْعُراةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتَطاوَلُوْنَ فِيْ الْبُنْيانِ"، ثمَّ انطلق، فلبث مليًّا، ثمَّ قال: "أتَدرِيْ يا عُمَرُ مَنِ السَّائِلُ؟ " قلت: الله، ورسوله أعلم، قال: "فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ" (١).
فقوله: "أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ"؛ أي: يعلمكم أحكام دينكم، وكيف تأخذون دينكم، وتسألون عنه.
أي: فعل ذلك معلِّمًا لكم لتتشبَّهوا به في أخذكم دينكم من نبيكم، ومن علمائكم.
وقد اشتمل هذا الحديث على جملة من أخلاق الملائكة التي ينبغي التَّخلُّق بها كلبس الثّياب البيض، والتَّجمُّل للدخول على المعلِّم، والتَّادُّب معه في الجلوس بين يديه على نعت الأدب، ووضع اليدين على الرُّكبتين، والسؤال عن أحكام الدين، وعن دقائق العلم ورقائقه، ومكافأة المعلِّم بالتصديق فيما يقول، والسؤال عن العلم - وإن كان

(١) رواه مسلم (٨).

1 / 198