304

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

(١) بَابُ التَّشَبُّهِ بِالمَلَائِكَةِ ﵈
اعلم أنَّ التَّشبه بالملائكة مشروع لأنَّهم من جملة من أمرنا بطلب الهداية إلى صراطهم في قراءة الفاتحة في قوله تعالى معلِّمًا لنا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: ٦، ٧]، كما تقدم عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما.
ولعموم قوله ﷺ: "مَنْ تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" (١).
ولأنَّه قد ورد: "تَخَلَّقُوْا بِأَخْلاقِ اللهِ تَعَالَىْ" (٢) مع شدَّة المباينة بينه وبين خلقه، فجواز التخلق بأخلاق الملائكة ﵈ والتَّشبه بهم أولى.
ولقد عاب الله تعالى إبليس الرَّجيم بتأخره عن التَّشبه بالملائكة ﵈، وعاتبه على ذلك، ووبخه به، ولعنه بسببه - خصوصًا حين اعتذر عنه بما في رأيه القاصر -، فقال تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قَالَ يَا إِبْلِيسُ

(١) تقدم تخريجه.
(٢) قال الإِمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (٣/ ٢٤١): باطل.

1 / 195