288

La Perfection dans la Conscience de ce qui est Transmis sur l'Imitation

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Chercheur

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Maison d'édition

دار النوادر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

وقيل: العاصي والمطيع.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: والصحيح أنَّ اللفظ عام في جميع الأمور، متصوَّر في المكاسب والأعمال والنَّاس والمعارف من العلوم وغيرها؛ فالخبيث من هذا كلِّه لا يفلح، ولا ينجب، ولا يُحسن له عاقبة - وإن كَثُرَ - والطيِّب - وإن قلَّ - نافع جميل العاقبة (١). انتهى.
روى أبو نعيم عن أيُّوب قال: رآني أبو قلابة وأنا أشتري تمرًا رديئًا، فقال: قد كنت أظنّ أنَّ الله نفعك بمجالستنا، أما علمت أنَّ الله تعالى قد نزع من كلِّ رديء بركته؟ (٢).
وقال النبي ﷺ عن الأعرابي الذي ذكر له الصَّلاة والزَّكاة والصوم والحج، فقال: لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فقال ﷺ: "أَفْلَحَ إِنْ صَدَق". وأصله في "الصَّحيحين" (٣).
قال بعض العلماء: معناه: أفلح إن صدق في عدم النَّقص، لا في عدم الزيادة.
وقال آخرون: هذا كان في صدر الإسلام حين كان ﷺ يتألف القلوب للإيمان، ولم تفرض جميع الأحكام.
قلت: والأولى عندي أنَّ المراد: أفلح فلاحًا يليق به حيث جاء

(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٢/ ٢٤٤).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٨٦).
(٣) رواه البخاري (١٧٩٢)، ومسلم (١١)، عن طلحة بن عبيد الله.

1 / 177